محمدو ولد صلاحي يصبح صديقا مقربا للحراس الذين عذبوه في سجن غوانتانامو لسنوات

فن ومشاهير

محمدو ولد صلاحي يصبح صديقا مقربا للحراس الذين عذبوه في سجن غوانتانامو لسنوات

17 نيسان 2021 13:19

صرح محمدو ولد صلاحي السجين السابق البالغ من العمر 50 عام بشكل حصري لصحيفة ذا ميرور البريطانية، أنه لا يزال يعاني من كوابيس مروعة ويستيقظ وهو يبكي حتى بعد مرور ست سنوات من إطلاق سراحه من سجن غوانتانامو العسكري الأمريكي سيئ السمعة، والذي كان معتقلاً فيه دون تهمة.

كما وأوضح محمدو ولد صلاحي، الذي تطارده الذكريات المروعة للعذاب والتعذيب على أيدي حراسه في سجن خليج غوانتانامو، أنه لديه العديد من الأسباب التي تجعله لا يريد أن يتم تذكيره بالأشخاص الذين سلبوه 15 عاما من حياته على الإطلاق.

محمدو ولد صلاحي

والجدير بالذكر أن محنة ولد صلاحي، التي تعرض خلالها للضرب والتعذيب والإيهام بالغرق والاعتداء الجنسي، تم سردها كفيلم موريتاني جديد، من إخراج المخرج كيفين ماكدونالد، ومن تمثيل النجوم طاهر رحيم وبنديكت كومبرباتش، بالإضافة إلى جودي فوستر التي فازت بجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع مشاهدي الفيلم قد أصيبوا بالغضب الشديد من قسوة جلادي محمدو ولد صلاحي الأمريكيين، والذي على الرغم من كل ذلك رفض أن تستهلكه الكراهية والغضب تجاههم.

ومنذ مغادرة محمدو ولد صلاحي غوانتانامو عام 2016، أقام ولد صلاحي صداقة حقيقية مع أحد معتقليه السابقين الذي يدعى ستيف وود، والذي زاره في منزله الواقع غربي إفريقيا، وقد أصبح الآن الأب الروحي لابنه الرضيع أحمد.

يقول محمدو ولد صلاحي: "لقد طلب مني أن أكون الأب الروحي لابنته. وفي المرة الأولى جاء ابن أخي، البالغ من العمر خمس سنوات، سألني عن سبب سماحي لحارس سجني السابق بدخول منزلي، وقلت له إنه جيد لكنه قال لي: لكن لديه المفاتيح، لماذا لم يفتح زنزانتك؟، وفي الحقيقة لم يكن لدي إجابة. ولكن بعد أن وصل إلى هنا، ذهب ستيف إلى الخارج ولعب كرة القدم معه، وقد أحبه حقاً. عائلتي ليست متسامحة، لكنني لست عائلتي، فما يمثلني هو تجربتي في الحياة".

بالإضافة إلى ذلك، كشف محمدو ولد صلاحي أن أربعة حراس آخرين، اثنين منهما قد شاركا في تعذيبه بشدة، قد أصبحوا الآن أصدقائه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأنه قد مد يد الصداقة نفسها إلى العديد من الآخرين، بما في ذلك السيد X المخيف، وهو وحش مقنع أبقاه مستيقظاً طوال الليل أثناء حبسه من خلال تشغيل موسيقى الهيفي ميتال المستمرة.

وبشكل لا يصدق، يتحدث محمدو ولد صلاحي الآن عنه وعن معذبيه الآخرين برأفة وحتى بشفقة، كما أنه يبتسم على نطاق واسع وهو يتحدث من منزله في روسو بموريتانيا، حيث يقول ولد صلاحي: " إنه رجل محطم، فما فعله في غوانتانامو قد دمره نفسياً بلا شك. لقد ناداني ودخلنا في حوار طويل حول سبب قيام بلده بذلك معي، وكيف يجب ألا يكذبوا بشأن ما فعلوه. كما وطلب مني الكثير من الأشخاص الآخرين الذين اتصلوا بي العفو وأن أسامحهم على ما فعلوه معي، لقد سمعوا عن صداقتي مع ستيف، أحد زملائهم الحراس، وأعتقد أن ذلك شجعهم على الاتصال بي أيضاً".

وأمضى ستيف، وهو عضو في الحرس الوطني، تسعة أشهر في حراسة محمدو ولد صلاحي بعد أن وقع على اعتراف في سجن غوانتانامو.

وقال محمدو ولد صلاحي، الذي تعلم اللغة الإنجليزية في السجن: "لقد وصل ستيف عام 2004، وتعرضت للضرب والإخضاع وكنت خائفاً جداً ومنعزلاً، حيث جاء إلي في أول يوم خدمة له قائلاً: هل تشرب القهوة؟، وعلى الرغم من أنني لست محباً كبيراً للقهوة وأفضل الشاي عليها مثل الإنجليز، إلا أنني قلت له نعم، لأنه كان يمد يده لي وكنت بحاجة ماسة إليه".

وأضاف: "ثم لعبنا الورق، لقد علمني الرومي والشطرنج ولعبنا المخاطرة وشاهدنا الأفلام، كما وتحدثنا عن المحققين الآخرين، خاصة وأن رياضتنا المفضلة في موريتانيا هي النميمة. بعد ذلك، أصبحنا أصدقاء، حيث جاء لزيارتي في السجن مرتين. أنا مستعد لتكوين صداقات مع أي شخص، فالأمريكيين ليسوا أشراراً، نحن نعيش في عالم من الأقنعة، ووضعوا أقنعتهم فحسب".

المصدر: صحيفة ذا ميرور