تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الدماغ

علوم

تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ.. أعراض مرض التهاب الجيوب الأنفية

22 نيسان 2021 20:40

غالبا ما تسبب مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة شعورا بضبابية الرأس والاكتئاب لدى المرضى. والآن، تقترح دراسة جديدة سبباً محتملا لحدوث ذلك، حيث يقول العلماء أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات في نشاط الدماغ.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة أريا جعفري الأستاذة المساعدة في جامعة واشنطن سينوس ومركز علم الدماغ في سياتل: "إن التهاب الجيوب الأنفية المزمن أمر شائع بشكل لا يصدق، حيث أن أكثر من 11٪ من الأمريكيين يعانون من هذه الحالة الصحية التي تحدث عندما تتورم أو تلتهب أنسجة الجيوب الأنفية بسبب عدوى أو بسبب رد فعل تحسسي، وبمرور الوقت، تزداد سماكة الأنسجة الملتهبة لتصبح مثل الجلد المتصلب".

تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الدماغ

كما وأضافت الدكتورة جعفري أن أولئك الذين يعانون من مشاكل في التركيز والتفكير قد يجدون أن نوعية حياتهم قد تعرضت للتقويض بشكل لا يطاق، مضيفاً: "خلال هذه الدراسة، شرعنا في تحديد ما إذا كانت هناك تغييرات في الدماغ يمكن أن تفسر ما نراه لدى مرضانا المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية".

وخلال الدراسة، ركز فريق الباحثين على فحوصات الدماغ وتقييمات الصحة العقلية لأكثر من 1200 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 22 و35 عام، والذين شاركوا جميعاً في مشروع Human Connectome بين عامي 2019 و 2020.

من مجموع المشاركين، ركز الباحثون على 22 مريضا يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المعتدل إلى الشديد و22 مريضاً لا يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية.

وفي البداية، لم يرى الفريق أي اختلافات ملحوظة فيما يتعلق بمدى نجاح المرضى في اختبارات التفكير، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من التهاب الجيوب الأنفية.

ومع ذلك، بعد إجراء مزيد من التحليل لمسح الدماغ لهذه المجموعة المعينة، اكتشف الباحثين أن محورا وظيفيا رئيسياً، وهو الشبكة الأمامية الدماغية الجدارية، قد تتعرض للتعطيل لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن.

وتضيف الدكتورة جعفري: "إن هذه المنطقة الدماغية مهمة في تنسيق نشاط العديد من مناطق الدماغ والحفاظ على التوازن فيه، وقد وجدنا أن المنطقة المصابة على ما يبدو بالتهاب الجيوب الأنفية تتداخل إلى حد كبير مع مناطق الدماغ التي تتأثر بالأمراض العقلية، مثل الاكتئاب والفصام، وكلاهما كان أمرا شائعا بشكل مدهش بين مرضى التهاب الجيوب الأنفية المزمن".

واقترحت الدكتورة جعفري أن النتائج التي توصلوا إليها في هذه الدراسة مهمة للغاية كونها قد توسع الطريقة التي ينظر بها الأطباء إلى التهاب الجيوب الأنفية، مضيفة: "إن اعتراف الأطباء بأبعاد الخلل الوظيفي في الدماغ عن التهاب الجيوب الأنفية هو خطوة أولى قوية في علاج المرض بأكمله، وليس الأعراض التقليدية فقط. وفي المستقبل، قد تكون العلاجات التي تركز على ضعف الدماغ خيارا لمساعدة مرضى التهاب الجيوب الأنفية على استعادة صحتهم وتحسين نوعية حياتهم أيضاً".