بعد قرار السعودية بحظر دخول الفواكه من لبنان.. سؤال يلوح بالأفق هل هو قرار سياسي

تقارير وحوارات

بعد قرار السعودية بحظر دخول الفواكه من لبنان.. سؤال يلوح بالأفق هل هو قرار سياسي

راشيل كيروز

25 نيسان 2021 15:00

اتخذت المملكة العربية السعودية قراراً بحظر دخول الفواكه من لبنان، قائلةً إنه انطلاقا من التزاماتها وفقًا للأنظمة الداخلية, حيث لاحظت، كما تزعم، أنه "ازداد تهريب المخدرات في الآونة الأخيرة.

واستندت في تصريحها الى الجمهورية اللبنانية، كما قررت المملكة منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد 13 / 9 / 1442هـ الموافق 25 / 4 / 2021م، وذلك إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة."

المضحك هنا أن الأمير السعودي عبد المحسن آل سعود حُكم عليه بالأشغال الشاقة لست سنوات بعد ضبط كمية تقارب الطنين من حبوب الكبتاغون في طائرة خاصة للأمير في مطار بيروت.

ولكن لم تَأخذ الدولة اللبنانية أي قرارات بارزة تجاه المملكة بعد هذه الفضيحة.

يشار الي أنه كان هناك وقتها، وساطة سعودية وتدخلات من اجل اطلاق سراح الأمير.

والجدير بالذكر هنا أن السعودية لطالما ضبطت خلال العبور من أراضيها مخدرات, ولكن القرار الذي اتخذته تجاه لبنان يُعتبر سابقة، لأنه لم يتم التعامل مع أي بلد بالشكل التالي فهذا يفتح باب التساؤلات ان كان قرار سياسي بحت أم لا.

لا شك أن هنالك حصار على لبنان من أميركا وليس الغريب أن تكون المملكة السعودية مشتركة بهذا الحصار, في هذا الصدد صرح الدكتور أسعد أبو خليل بروفيسور في العلوم السياسية، قائلاً انه لا يرى القرار السعودي يتفق مع المصلحة العامة.

وأضاف، افتراضًا لو كان هنالك مشكلة فلماذا لم تثرها الحكومة السعودية في الاعلام من قبل, ولفت أبو خليل ان فجأة حصل ذلك في ظل الضغوطات والحصار الخانق الذي يتعرض له لبنان, اكتشفت المملكة اكتمالًا مع المؤامرة ضد الشعب اللبناني بأن هنالك مشكلة في تهريب المخدرات عبر الفواكه.

وشدّد أبو خليل أن هذا اختراع من البروباغندا السعودية من أجل غايات التي هي بوضوح شديد تشترك بها السعودية والامارات والعدو "الاسرائيلي" وتتفق معهم أحيانًا أميركا وأحيانًا تختلف اذا ما شطوا في الذهاب بعيدًا في أجنداتهم وان كانت هي مشاركة ببعضها.

كذلك أكد أن القرار سياسي بحت ولا علاقة له بالأسباب الموجبة وهو لزيادة الحصار على لبنان, فمن منّا يقدر أن ينسى الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي تعرض للاحتجاز في الرياض، وأُجبر على تلاوة بيان مُفتن فهذه نفس الحكومة والنظام ولهذا السبب لا يمكن التصديق بأن أسباب الحظر هي كما وردت بالإعلام السعودي، على حد قوله.

وأكمل أبو خليل أن المؤامرة واضحة من التحالف السعودي-الاماراتي-"الاسرائيلي", فهذا التحالف يريد تشديد الخناق على كل الشعوب التي تقع في بلدان لا تتوافق مع موجة التطبيع الخليجي، معتبراً أن هذا لا ينطبق على الشعب في لبنان والشعب السوري والشعب اليمني وحتى السودان التي تعرضت لضغوطات هائلة قبل ان يرضخ النظام الحاكم لمشيئة التطبيع وقد رضيت عنها أميركا، بعد أن أجبرتها على الدفع الملايين الدولارات تعويضًا عن ضحايا تفجيرات "بن لادن" التي لا علاقة للسودان بها في الماضي.

وأنهى أبو خليل كلامه قائلاً: إن القرار السعودي هو عنوانً للمزيد من الضغوطات التي سيتعرض لها لبنان لأنه لا يزال معارضًا للتطبيع بإرادة شعبية والسبب الأخر هنالك فريق مقاوم يزعج ويهدد العدو "الاسرائيلي" فهذا هو قرار لا يفترض أن العدو كان بعيدًا عنه.

يذكر أنه الآراء قد اختلطت ممن جزموا أن القرار سياسي بحت ومن يظنون ان هذا حق السعودية في حماية بلدها وشعبها, ولكن هذا القرار هو بالطبع مريب خصوصًا ان هذا القرار لم يؤخذ مع اي بلد أخر.