دراسة توضح أهمية تلقي الشباب للقاح كورونا

علوم

دراسة تؤكد تجدد الإصابة بفيروس كورونا بشكل شائع بين الشباب الأصحاء.. وتطرح الحل

2 أيار 2021 23:51

مع استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة العالمية بفيروس كورونا التاجي المستجد، فإن السؤال الحاسم الذي يطرح لجهود الصحة العامة للاستجابة للجائحة الفيروسية هو ما إذا كانت الإصابة الطبيعية بفيروس كورونا يمكن أن تؤدي إلى تشكل مناعة ضده، وتحمي الشخص من الإصابة به مجددا أم لا.

وللأسف، تظهر دراسة جديدة أن هذا الأمر قد لا يكون صحيحا بالنسبة للجميع.

وقيمت الدراسة الجديدة التي أجراها علماء في كلية الطب إيكان بجامعة ماونت سيناي ومركز الأبحاث الطبية البحرية الأمريكية خطر تجدد الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد بين الشباب لأول مرة على الإطلاق، واستنتج مؤلفو الدراسة أن الأجسام المضادة الناتجة عن العدوى الطبيعية قد لا تكون وقائية بشكل عام للحماية من الإصابة بالفيروس مرة أخرى.

ويقول كبير الباحثين القائمين على الدراسة، الدكتور ستيوارت سيلفون: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا التاجي المستجد بين البالغين الأصحاء أمر شائع للغاية، مما يعني أنه يجب أن يحصل الشباب على اللقاح كلما أمكن ذلك، لأن التطعيم ضروري لتعزيز الاستجابات المناعية ومنع الإصابة بالفيروس مرة أخرى وانتقاله".

والجدير بالذكر أن هذه الدراسة، التي تعد جزءاً من استجابة العمل الصحي لجائحة فيروس كورونا لقوات مشاة البحرية الأمريكية، قامت بقياس مدى تجدد الإصابة بالفيروس بين أكثر من 3000 من المجندين الشباب الأصحاء على مدار ستة أسابيع، وكان المشاركون في الدراسة في الغالب من الذكور (أي ما تصل نسبته 92٪منهم)، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عام.

وبعد أسبوعين من الحجر الصحي غير الخاضع للإشراف في المنزل، سافر المجندين، مع الالتزام بقناع الوجه والتباعد الاجتماعي، إلى منشأة الحجر الصحي الخاضعة للإشراف، حيث أتيحت لهم الفرصة للتسجيل في الدراسة.

وعند قيامهم بالتسجيل، تم أخذ مسحات الأنف من كل المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 3249 مشاركا، وخضعواً لاختبار PCR، بالإضافة إلى تقييم عينات الدم بحثا عن الأجسام المضادة الأساسية لفيروس كورونا.

ومن بين هؤلاء المشاركين، أظهر 3168 شخص منهم نتائج سلبية للإصابة بفيروس كورونا في اختبارات PCR، وطلب منهم الخضوع لاختبار أساسي نهائي للكشف عن الأجسام المضادة في فترة الحجر الصحي الخاضعة للإشراف لمدة أسبوعين.

وخلال هذا الوقت، تم مسح المجندين واختبارهم بواسطة اختبار PCR مرتين أخريين، وإجمالاً، تمت متابعة 3076 مشاركا أظهروا ثلاثة اختبارات سلبية في نهاية فترة الحجر الصحي الثانية لمدة ستة أسابيع إضافية بعد نقلهم إلى التدريب الأساسي.

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة الدراسة التي استمرت ستة أسابيع، تم اختبار المشاركين مرة أخرى للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا في الأسابيع الثاني والرابع والسادس.

ومن بين 3،076 مشاركاً أولياً، قرر الباحثين أنه يجب تحويل 640 شخصا إما للمتابعة أو للاستبعاد من الدراسة بسبب نتائج الاختبار غير الحاسمة، وترك ذلك ما مجموعه 2436 شخصاً تمت متابعتهم حتى نهاية الدراسة.

بعد ذلك، تم تصنيف المشاركين في الدراسة على أنهم إما إيجابيين أو سلبيين، بناء على اختبارات الأجسام المضادة الأساسية الخاصة بهم.

وكان لدى الأفراد المصابين اختبار إيجابي للأجسام المضادة، مما يشير إلى أنهم قد تعرضوا للإصابة من قبل، في حين كان لدى الأفراد السلبيين اختبار سلبي للأجسام المضادة، مما يشير إلى أنهم لم يكونوا مصابين من قبل.

وأفاد الباحثون أن الشباب البالغين المصابين كان لديهم حوالي خمس أضعاف خطر الإصابة مجددا بالفيروس مقارنة بالأفراد السلبيين، ومن بين 189 مشاركا كانوا إيجابيين في بداية فترة الدراسة، تبين أن 19 شخصا (10٪) أظهروا نتائج إيجابية في اختبارات PCR مرة واحدة على الأقل.

وعلى النقيض من ذلك، كانت نتائج اختبار 1079 شخصاً (48 ٪) من الـ 2247 مشاركا سلبيا إيجابية في المرات التالية من الفحص.

ومن بين المجموعة الإيجابية التي تكررت إصابتها بالفيروس، بحث العلماء عن ارتباط بين المستويات الأساسية للأجسام المضادة وخطر الإصابة بالعدوى من جديد، ووجدوا أن الذين أصيبوا مرة أخرى بفيروس كورونا كان لديهم مستويات أجسام مضادة أقل من أولئك الذين لم يصابوا بها مرة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون أيضا بتقييم الاختلافات القابلة للقياس في مدى خطورة الأعراض المصاحبة للإصابة بفيروس كورونا والحمل الفيروسي بين المشاركين الذين أصيبوا من قبل أو الذين كانت نتائجهم سلبية.

وأفادوا أن الأفراد المصابين بالعدوى المتكررة كان لديهم حمولة فيروسية أقل بـ 10 مرات في المتوسط من الأفراد المصابين بالعدوى للمرة الأولى.

كما ولاحظ المؤلفون أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن بعض الأفراد المصابين بالعدوى قد ينقلون العدوى إلى الآخرين بمعدل مماثل أو أقل بقليل من أولئك المصابين للمرة الأولى.

يوضح الدكتور سيلفون: "على الرغم من الإصابة السابقة بفيروس كورونا التاجي المستجد، يمكن للشباب التقاط الفيروس مرة أخرى ويستمرون في نقله إلى الآخرين أيضاً، وهذه نقطة مهمة يجب معرفتها وتذكرها مع استمرار طرح اللقاح".

المصدر: موقع Study Finds