أخبار

جولة لمسؤولين أمريكيين في الشرق الأوسط لتهدئة قلق الحلفاء حول العلاقة مع إيران

3 أيار 2021 21:26

أفادت وكالة أسوشيتيد برس، بأن بعض كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، قاموا بجولة في منطقة الشرق الأوسط مساء اليوم الاثنين، وذلك في محاولة منهم لتهدئة القلق المتزايد بين الحلفاء في الخليج العربي بشأن إعادة الولايات المتحدة الأمريكية للصفقة النووية الإيرانية والتحولات السياسية الأخرى في المنطقة.


حيث تأتي هذه الجولة في الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة وإيران، من خلال وسطاء في فيينا، عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل ثلاث سنوات من الآن.

ووفق الوكالة فقد ضغطت الإمارات العربية المتحدة والسعودية وحلفاء خليجيون آخرون، الذين تم استبعادهم من المفاوضات النووية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مرارا وتكرارا للحصول على مقعد على طاولة المفاوضات، والإصرار على أن أي عودة إلى الاتفاق النووي الإيراني يجب أن تتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعم الوكلاء الإقليميين.

حيث قال السناتور الديمقراطي كريس كونز، وهو حليف رئيسي لبايدن وموفد في البعثات الدبلوماسية الخارجية الأمريكية، للصحفيين في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أنه يأمل في تهدئة مخاوف الإمارات "المفهومة والمشروعة" بشأن العودة إلى الصفقة التاريخية ولخلق مشاركة أوسع مع شركاء الولايات المتحدة في الخليج.

كما وأوضح كونز أن "التشاور الوثيق" مع الإمارات بشأن المحادثات الجارية في فيينا كان "مهما ومتوقعا وجديا "، مضيفا أنه يأمل ألا يتم إخطار الإماراتيين بالأمر فحسب، بل وقد يساعدون في تحديد مجريات الأمور أيضا.

وأشارت الوكالة إلى أن ما يعنيه ذلك لا يزال غير واضح حتى الآن، حيث تراقب دول الخليج المفاوضات التي تكتسب زخما في العاصمة النمساوية عن كثب، وعندما طلب منه التوضيح، رفض كونز الاقتراح القائل بأن مساهمة الإمارات العربية المتحدة قد اكتسبت أي أهمية أكبر في المحادثات مع إيران على مدى السنوات الخمس الماضية.

مضيفا: " لم أقصد بأي حال من الأحوال الإشارة إلى وجود صفقة في يقوم فيها الإماراتيون بتأمين أي شيء، حيث أن فيينا هي المكان الوحيد الذي تتفاوض فيه حكومة الولايات المتحدة ".

وبحسب الوكالة، فإن التوترات الإقليمية آخذة في التصاعد للضغط على إدارة بايدن لرفع العقوبات والعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي الإيراني، فقد انتهكت إيران بثبات قيود الاتفاقية على التخصيب النووي ومخزونات اليورانيوم المخصب، كما واشتدت حرب الظل الطويلة بين إسرائيل وإيران، مع الهجمات الإسرائيلية المشتبه بها على السفن الإيرانية في الممرات المائية المتقلبة في الشرق الأوسط وفي منشأة نطنز النووية الإيرانية.

وفي جولة تهدف إلى تعزيز "العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية طويلة الأمد"، يقوم العديد من كبار مسؤولي إدارة بايدن بجولة في العواصم العربية، مع بريت ماكغورك من مجلس الأمن القومي وديريك شوليت من وزارة الخارجية، وقد شملت الزيارات التي قاموا بها كلا من أبو ظبي والرياض وعمان والقاهرة خلال هذا الأسبوع.

وأضافت وكالة أسوشيتيد برس، بأن هذه الزيارات تأتي في أعقاب قرار إدارة بايدن المضي قدما في مبيعات الأسلحة إلى دول الخليج، والتي تم التوصل إليها خلال عهد ترامب، بما في ذلك اتفاقية تبلغ قيمتها 23 مليار دولار لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 وطائرات ريبر المسيرة وأسلحة متطورة أخرى إلى الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من اعتراضات الديمقراطيين الذين يشعرون بالقلق من تقديم هذه الأسلحة للدول الخليجية بسبب تورطها في الحرب المدمرة في اليمن والسياسات الاستبدادية الداخلية والعلاقات مع الصين.

كما وساعد كونز، رئيس اللجنة الفرعية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في تقديم تشريع خلال العام الماضي بهدف منع بيع الطائرات المقاتلة الأمريكية إلى الإمارات، وقد أوضح مساء اليوم الاثنين أنه قد ناقش هذه المخاوف مع المسؤولين الإماراتيين خلال زيارته التي استمرت يومين.

حيث قال كونز: " في عدد من المحادثات الجدية مع كبار القادة الإماراتيين، أعتقد أنني شعرت بالاطمئنان بشكل مناسب، ولكنني بحاجة إلى العودة إلى واشنطن لأستمع إلى رأي الإدارة حول كيفية حل هذا الأمر ومعالجته بالضبط".

ووفقاً للوكالة فقد اشتهر السناتور بانتقاده الحاد لسجل المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان و تكتيكاتها في اليمن، حيث قتلت الغارات الجوية للتحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية آلاف المدنيين اليمينيين، و قد وافقت إدارة ترامب، التي أقامت علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على اتفاق تعاون نووي لمشاركة التكنولوجيا مع المملكة لمشروع الطاقة النووية، بما في ذلك خطط لبناء عدة مفاعلات مدنية في البلاد، و قد أثار هذا التعاون مخاوف بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المتشككين في نوايا المملكة العربية السعودية منه.

و على الرغم من رفض كونز مشاركة ما يعرفه عن خطط التكنولوجيا النووية للمملكة العربية السعودية، إلا أنه قال أن الحرب الكارثية في اليمن تركت مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على الوثوق بالسعوديين واعطائهم التكنولوجيا النووية مستقبلا، مضيفا: " إيران ليست اللاعب الوحيد المعني بالوصول إلى الأسلحة النووية".

المصدر: وكالة أسوشيتيد برس