قُتل ثلاثة متظاهرين عراقيين بالرصاص الحي مساء أمس الأحد بعد أن حاولوا تسلق أسوار القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء وإشعال النار فيها، خلال الاحتجاجات التي تخللها أعمال عنف بمحيط القنصلية.
وكشفت تقارير أن قوات الأمن هى التي قتلت المتظاهرين الثلاثة غير أن تقارير أخرى، أشارت إلى أن الثلاثة قتلوا برصاص مسلحين مجهولين، كما وأصيب اثنا عشر من المتظاهرين وقوات الأمن، حسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
من جهة أخرى، قال مصدر أمني: "إن قوات مكافحة الشغب والشرطة استعادت السيطرة على الأوضاع، مشيرا إلى أن الجرحى الذين أصيبوا تم نقلهم إلى المستشفى".
وأضاف أن المحتجين رموا القنصلية بزجاجات حارقة، لكن قوات الأمن حالت دون اندلاع حريق في المبنى، لافتاً إلى أنه كان خاليا من البعثة الدبلوماسية لحظة محاولة اقتحامه.
ورفع محتجون عراقيون ليلة أمس العلم العراقي فوق جدار مبنى القنصلية الإيرانية، ورشقوا المبنى بالحجارة والزجاجات الحارقة، موجهين أصابع الاتهام لإيران التي يقولون إنها تدعم حكومة فاسدة وتفتقر إلى الكفاءة.
وفي غضون تلك المواجهات دعا -رئيس الوزراء العراقي- عادل عبد المهدي إلى استعادة الحياة الطبيعية في البلاد، وفي بيان على صفحته على فيسبوك، نشر عبد المهدي: "لقد مرّ شهر تعطلت فيه المصالح والمدارس والجامعات وجزء رئيس للحياة العامة، وآن الأوان أن تعود الحياة إلى طبيعتها؛ لتفتح جميع الأسواق، والمصالح، والمعامل، والمدارس، والجامعات أبوابها".
وأضاف أن تهديد المصالح النفطية وقطع البعض الطرق عن موانئ العراق يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات، ولم يُطالب عبد المهدي المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم، لكنه قال إن الدولة تكفل حق التظاهر السلمي في الأماكن المخصصة ومنع أعمال الحرق والاعتداء مهما كانت.
ومن الجدير ذكره أن عشرات الآلاف من العراقيين خرجوا في موجتين من التظاهر مُطالبين بزيادة فرص الوظائف، والقضاء على الفساد، وتحسين الخدمات.
ودامت هذه المظاهرات ستة أيام، وقتل فيها 149 مدنيا، وعد فيها عبد المهدي بتعديل حكومي، وتخفيض رواتب كبار المسؤولين، وأعلن خطة لتخفيض البطالة بين الشباب، وتقديم مساعدات لذوي الدخول المنخفضة، ولكن المحتجين لم يروا هذه الإجراءات كافية، وعادوا إلى الشارع في موجة ثانية.