قررت إدارة شركة فيس بوك إطلاق شعار عصري ويتناغم مع حالة التطور في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، ليضعنا امام شعار جديد غير الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية.
شعار الشركة الجديد لفيس بوك هو اسمها كاملاً بالحروف الكبيرة، حيث أن إعادة التصميم هي محاولة فيسبوك الأكثر بروزاً للتمييز بين تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي وموقع الويب من شركته التي تحمل نفس الاسم، والتي تمتلك أيضاً تطبيقي انستغرام وواتس آب وتطبيقات أخرى.
كما يهدف الشعار الجديد إلى التعبير عن "التفاؤل" بينما تركز جهود إعادة تصميم العلامة التجارية على "الوضوح" و"التعاطف" و"خلق المساحة"، وفقاً لصفحة الويب الخاصة بالشركة، سيحتفظ تطبيق فيسبوك بشعاره الحالي كما هو.
وقد انتقدت المرشحة الرئاسية الأمريكية، السناتور إليزابيث وارين ، من ولاية ماساشوستس، الممارسات التجارية لموقع فيسبوك انتقاداً صريحاً في السابق، وها هي تنتقد هذه الخطوة أيضاً، حيث تقول : " يمكن أن يعيد الفيسبوك تسمية أو تصميم كل ما يريده، لكنهم لا يستطيعون إخفاء حقيقة أنهم أقوياء وعمالقة، لقد حان الوقت لسحق الكبار" .
يقول بعض خبراء التسويق إن جهود إعادة تصميم العلامة التجارية مماثلة لما قامت به جوجل مع الشركة الأم Alphabet، مما أدى إلى تغيير سياستها التسويقية مع تزايد تنوع عروض منتجات الشركة، كما تكهن آخرون بأن الحملة، التي تتضمن أيضاً إضافة اسم فيسبوك على جميع تطبيقاتها وإطلاق موقع ويب جديد في الأسابيع القادمة، هي آخر جهد لإقناع المستخدمين بأنها تجاوزت سجلها المتقطع في خصوصية البيانات، الآمن وغيرها من القضايا العالقة التي دائماً ما أرقت المستخدمين.
حيث كانت أكثر تلك المشاكل التي سبب فضائح دولية للشركة، هي مشكلة تسريب المعلومات لشركة كامبريدج أناليتيكا، والتي تعلقت بالاستشارات السياسية التي لها علاقة بحملة ترامب، والتي سمحت بالوصول الغير مشروع إلى بيانات عشرات الملايين من مستخدمي فيسبوك قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
وفي الآونة الأخيرة، تم انتقاد فيسبوك من قبل المرشحين الرئاسيين الأمريكيين لعام 2020 وغيرهم بسبب السماح للسياسيين بالكذب في الإعلانات والترويج لأنفسهم بشكل مغرض.
وتقول الشركة إن هذه الخطوة تركز فقط على توضيح عملياتها للجمهور، حيث قالت ليزا ستراتون المتحدثة باسم فيسبوك في رسالةٍ بالبريد الإلكتروني لوسائل الإعلام : " إن تغييرات العلامات التجارية هي مسار طبيعي لاستراتيجية العمل والتسويق الخاصة بالشركة، فبالنسبة لنا، يعد تغيير العلامة التجارية وسيلةً لإيصال قصة الشركة بشكلٍ أكثر بساطة ووضوح إلى الأشخاص والشركات التي تستخدم خدماتنا حول العالم ".
وتقول ليزا ماري نيلسون، خبيرة التسويق والعلامات التجارية التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، إن إعادة تسويق العلامة التجارية للشركة من المرجح أن يكون خطوةً نحو إعادة التفاوض أو إعادة التفكير حول شكل و ماهية العلامة التجارية.
وقالت نيلسون: " قد تكون خطوة اعادة التصميم فرصةً للفت الانتباه عن شيء أكثر أهمية من الشعار، ولكن يمكن أن يكون أيضاً وسيلةً للإشارة إلى أنهم يخططون لانتاج منتجاتٍ جديدة قد لا تندرج تحت الشعار القديم . إنها طريقة للقول : لدينا بالفعل حصانٌ آخر في السباق، وقد انتهى الأمر هنا ".
يقول خبراء التصميم والتسويق بأن حروف الشعار يمكن أن تحدث فرقاً في شعارها بكل تأكيد، حيث تقول كارولينا دي بارتولو، خبيرة الطباعة في سان فرانسيسكو، إن الحروب الكبيرة دائماً ما استخدمت من قبل البنوك وأنواع أخرى من المؤسسات المالية لإيصال شعور بالأمان للمستخدمين.
فعلى الرغم من أن فيسبوك يقول إن تصميمه الجديد يهدف إلى المزيد من الوضوح، إلا أن دي بارتولو تقول إن جميع الأحرف الكبيرة غالباً ما تكون أقل وضوحًا من المزيج الصغير الكبير، وهذا لأن معظم القراء يفحصون أشكال الكلمات بدلاً من النظر إلى كل حرف على حدة لتخمين إلى ما يرمز له.
و تقول إنها شاهدت مؤخراً أن بعض شركات التكنولوجيا تغير شعاراتها من الحروف الصغيرة الشائعة إلى الحروف الكبيرة، بينما عادت شركات أخرى إلى استخدام الحروف الأصغر القياسية، فعلى سبيل المثال، طرح Uber شعاراً كبيراً في أواخر عام 2016 فقط ليحل محله اسم يحمل الحروف الكبيرة و الصغيرة بعد عامين.
كما كانت تشمل اتجاهات العلامات التجارية الأخرى في العقد الماضي إزالة حروف معينة مثل "a" و "an" و "the" من أسماء المنتجات التجارية، وفقاً لصحيفة The Wall Street Journal. فمن بين الشركات التي تندرج ضمن هذه الفئة هي شركة فيسبوك، و التي كانت معروفةً باسم THE FACEBOOK لعدة أشهر بعد إطلاقه في عام 2003.
سيأتي إعادة تصميم الشعار بعد عدة أشهر من تغيير فيسبوك لجماليات شكل تطبيقها الأزرق الكبير، كما هو معروف في النظام الأساسي للشركة . حيث أن استبدال ذلك وإعادة تصميم الواجهات المزدحمة بصفحات أكثر انسيابية وتقارب الحدود البيضاء والزرقاء في الصفحات، سيدعم توجه الشركة في تفسير ونشر رسائلها العامة نحو شفافية الشركات وخصوصية المستخدم.