كشفت دراسة جديدة إن الأداء الدراسي للأطفال الذين كان آباؤهم يقضون معهم وقتاً أطول أفضل مقارنة بغيرهم، حيث وجد الباحثين أن قضاء الوقت مع الأطفال هو المفتاح لجعلهم أكثر ذكاء.
وعلى الرغم من أن الجينات تلعب دوراً مهماً عندما يتعلق الأمر بالخصال الشخصية للأطفال ومدى ذكائهم، إلا أن قضاء الوقت مع الآباء له تأثير كبير على الطفل وتنمية مهاراته، كما واقترحت الدراسة أن قضاء الوقت مع الطفل يعتبر أمراً أكثر أهمية من الوضع الاقتصادي للعائلة فيما يتعلق بالتأثير عليه أيضاً.
ويقول البروفيسور بروس واينبرغ المؤلف المشارك في الدراسة: "فيما يتعلق بالجدل الدائر حول ما الذي يمكن أن يساعد الأطفال على النجاح أكاديميا ودراسياً، فالجينات ليست العامل الرئيسي الوحيد، بل أن الوقت الذي يقضيه الأطفال مع آبائهم يعتبر أمرا مهما أيضاً".
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة قد استندت إلى بحث شمل ما يقرب من مليون طفل، وكان من بينهم 22 ألف طفل فقدوا أحد والديهم قبل بلوغ سن الـ 18 عام، بينما كان 77 ألف طفل منهم قد تطلق والديهم.
خلال الدراسة، قارن الباحثين مدى ذكاء وأداء الأطفال المختلفين في اختبار الالتحاق بالجامعة، حيث أرادوا من خلال ذلك معرفة تأثير فقدان أحد الوالدين على نتائج الاختبار.
وأظهرت النتائج أن المستوى التعليمي للوالد المتوفى أصبح أقل أهمية لنجاح الطفل الأكاديمي بعد فقدانه. أي بعبارة أخرى، إن وجود آباء أذكياء ليس هو الأهم، بل الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم وطريقة تربيتهم لهم.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم كانوا يميلون إلى إظهار أداء تعليمي أكاديمي أسوأ أيضاً.
وأوضح البروفيسور واينبرغ: "إن فقدان الأم، والتي تميل إلى قضاء وقت أطول من الأب مع أطفالها، كان له تأثير أكبر من فقدان الأب على الأطفال خلال دراستنا، ووجدنا نتائج مماثلة لدى الأطفال الذين تعرضوا لموت الوالدين أو طلاقهما أيضاً، مما يقدم لنا دليلاً قوياً على أن نتائجنا صحيحة ويمكن تعميمها".
