تقارير وحوارات

قياديون تونسيون يؤكدون الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل

19 أيار 2021 16:13

تتفاعل قضية تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل في الأوساط الشعبية والرسمية العربية، وخاصة في تونس حيث كثر الحديث عن محاولات وضغوط تجري عليها للدخول في ركب المطبعين باستغلال وضعها الاقتصادي الصعب وإغرائها بالمساعدات.

ففي حديث لموقع النهضة نيوز، انتقدت القيادية في حزب التيار الشعبي، وزوجة عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد الإبراهيمي , مباركة الابراهيمي , التسويق للمنتجات الزراعية "الاسرائيلية" في الامارات وبدعم من النظام الرسمي الاماراتي، كما أسفت لوجود منتجات تونسية تسوق داخل الكيان الصهيوني، من منتجات شركة رندة للمواد الغذائية وغيرها، منتقدة ترهل الدولة التونسية، ومؤكدة أن التطبيع الشعبي لن يمر كما لم يمر في مصر والاردن وغيرها، وإن الاتحاد التونسي للشغل هو في مقدمة القوى المناهضة للتطبيع.

كما اعتبرت الابراهيمي أن شعارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي رددها في حملته الانتخابية "التطبيع خيانة عظمى" دفعت معظم الناخبين التصويت له رغم عدم امتلاكه ماكينة اعلامية او سياسية او مالية.

وأضافت إن "اتفاقيات التطبيع المبرمة اخيرا في الخليج العربي هي اتفاقيات مرة بالنسبة لإخوتنا في الخليج"، ولا يمكن ان تقبل بها شعوب تلك البلدان، مؤكدة أن السعودية والامارات كانتا ولا زالتا تحاولان التدخل في الشؤون الداخلية التونسية وتوجيه السياسة التونسية باتجاه "العمالة والتبعية المطلقة والتطبيع".

كما كشفت الابراهيمي عن تدخلات السفير السعودي في تونس في توجيه النقاشات البرلمانية خلال فترة عضويتها البرلمانية كما حين حاول توجيه اجتماع لجنة الصداقة التونسية الخليجية لتبني الموقف السعودي مما سماه "العدوان الإيراني على اليمن" مبدية أسفها من الحال الذي وصل إليه وضع تونس من "تسول" للمساعدات رغم امتلاكها كافة مقومات الاقتصاد القوي، ما وفر الأرضية للإمارات والسعودية موقعا لهم في تونس، مذكرة بالمظاهرات التي خرجت اعتراضا على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وحول دور عبير موسى وعلافتها بالنظام القديم فقد "ارتكست الى الخلف"، دون أن تتطرق لقضايا الفساد وحصرت كل جهدها ضد "راشد الغنوشي والاخوان المسلمين".



تونس ترفض التطبيع والاتحاد العام للشغل يعتبر قضية فلسطين مركزية


من جهته اعتبر سمير الشفي، الامين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل أن التطبيع مرفوض في تونس، وأن كل منظمات المجتمع المدني والقوى الحية ترفض التعامل مع هذا الكيان "الذي أجرم في حق التاريخ والجغرافيا"، وردَّ محاولات الاختراق الثقافي والاقتصادي والرياضي في تونس للوضع الاقتصادي الاستثنائي الذي تمر به البلاد نتيجة الازمة المستدامة.

وأكد سمير الشفي في حوار مع موقع النهضة نيوز، إنهم يعتبرون كاتحاد أن تونس جزء من الوطن العربي وأن على رأس أولوياتها تقع قضايا التحرر وقضية فلسطين كقضية مركزية، والى أن الصراع يخاض بين قوى رجعية مرتبطة بالاستعمار وبين قوى تقدمية تناضل من مستقبل اكثر اشراق وتحررا، رافضا في الوقت عينه التمييز بين اطراف خليجية واخرى من تهمة الانخراط في التطبيع "فكل اقطاب الخليج منخرطة في التطبيع".

وأشار إلى أن كل من يعتقد من الأنظمة الخليجية أو المشرقية أو المغاربية أن رقيها وتطورها يكون بمد جسور تعاون والاعتراف ب"اسرائيل"، فهو واهم، مستدلا بنتائج كامب دايفيد السلبية على الاقتصاد المصري وما تتعرض له الأخيرة من مؤامرة وجودية تتعلق بسد النهضة وتقف فيها "اسرائيل" مع اثيوبيا، معتبراً أن لتونس كبلد ذات سيادة مصلحة في كسر التمترسات الجديدة التي تسعى قوى الاستعمار الجديد والقديم فرضها.

وحول تقييمه لأداء رئيس الجمهورية، أجاب أن دستور ما بعد 2014 قسم السلطات التنفيذية ما بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الذي لم تسند إليه سوى الخارجية والدفاع، وبالتالي من الإجحاف محاسبة الرئيس على التنمية وأمور اخرى، "وقد بينت الأحداث أن هذا الدستور يمثل جزءا أصيل من الأزمة المستدامة منذ سنوات في تونس"، وبما يتعلق بموقفه من قضايا التطبيع والسيادة الوطنية ودور تونس الاعتباري "فهو رجل وطني محترم".

وانتقد دور البرلمان الذي تحول لحلبة صراع اكباش بين مختلف الكتل، واكد أن خطاب عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر "لا يؤسس لدولة العدل، ولا لدولة المواطنين والمواطنات".