أخبار

إعلامي عراقي يواجه السفير البريطاني ويرد على مزاعمه عن العراق والمنطقة

22 أيار 2021 12:19

أمام خبرة إعلامية واضحة ومدرك لحقائق التاريخ وعارف مؤمن بقضايا الأمة العربية وأمام عفوية العربي الأصيل، وجد السفير البريطاني في العراق نفسه في حوار مع الإعلامي العراقي ريناس علي، الذي لم يجامل السفير بقضايا وطنه وأمته فوصّف الواقع كما هو، وحاجج السفير في منطقه فانطبق عليه المثل القائل "من فمك أدينك"

حيث تمحور لقاء الإعلامي العراقي ريناس علي، مقدم برنامج بتوقيت العاصمة على قناة العهد العراقية، مع السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي على ملفات وجود القوات الأجنبية في العراق، وهدفها الحقيقي من هذا الوجود وعلاقته بإيران، ودور الحشد الشعبي في دحر داعش، كما لم يغفل الحوار التطرق إلى إسرائيل.

حيث أوضح الإعلامي العراقي للسفير البريطاني، بأن العراقيين وطوال وجود القوات الأجنبية في العراق يسمعون من الأطراف الغربية أنهم يسعون لتقوية الحكومة العراقية، ولكن الحكومة وقعت في مطبات كبيرة ومنها أزمة داعش الارهابي، حيث احتلوا نصف العراق والدول الغربية تدخلت في شكل متأخر جداً.

ليبدي السفير البريطاني اعتقاده بأنه كان هناك تقدم بشكل ملموس ضد داعش بعد الدعم الكبير للتحالف الدولي للعراق في القضاء على داعش، فلم يدع الإعلامي ريناس علي كلام السفير البريطاني يمر بسلام فقاطعه مؤكدا له أن العراقيين لا يعترفون بهذا الكلام مبيناً أن من دحر داعش الارهابي هم العراقيون حصراً، وذكره بأن تدخل التحالف الدولي كان بعد خمسة أشهر من القتال مع داعش وبعد تقدم القوات الامنية وتحريرها تكريت بمشاركة الحشد الشعبي.

وعندما قال السفير البريطاني بأن الحشد الشعبي كان له دور في ذلك، قاطعه الإعلامي علي، ليؤكد للسفير إن كان غافلاً عن التاريخ، بأن الحشد الشعبي كان له الدور الأبرز وليس فقط دور، مشدداً بأن العراقيين لا يفرقون بين عناصر الحشد والجيش والشرطة، وبأن احتلال داعش شكل أزمة كبيرة للقوات العسكرية مما أدى لانكسارها وبفتوى السيد السيستاني هب الحشد الشعبي وعادت هيبة القوات الأمنية.

وقال الإعلامي العراقي أثناء الحوار، بأن قسماً من العراقيين يعتبر أن بريطانيا والولايات المتحدة، دولتان محتلتان لعبتا دورا كبيرا في الإدارة السيئة للعراق مما أوصل العراق لهذه النتائج، مضيفاً أن وجود قواعد أمريكية اليوم في العراق ووجود قوات مشتركة ولو أنها بموافقة من الحكومة العراقية، فإن نسبة كبيرة من العراقيين يعتبرون أن نشاطها مريب وهو موجود لمواجهة إيران وتحدي إيران في المنطقة، وليس لأجل مصلحة العراق ودعم الدولة ضد المجاميع المسلحة في العراق.

فأجاب السفير البريطاني بأنه لا احتلال في العراق وأن القوات في التحالف الدولي موجودة بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، فقال الإعلامي بأن هناك جهات عراقية تعتبر وجودهم احتلال، فأكمل السفير هيكي متحدثاً عما يخص أهداف وجود التحالف الدولي في العراق فاعتبر أنه من المهم أن يكون واضحاً في هذا المجال، فالقوات الأجنبية موجودة لمحاربة داعش فقط وليس لمحاربة إيران أو لمحاربة الفصائل المسلحة وللأسف يدركون أنه مازال هناك تهديد من داعش.

فأشار الإعلامي إلى أن داعش انتهت بعد انتصار العراقيين عليها، ليرد السفير هيكي بأن داعش لم تنتهي وهي موجودة في العراق.

فلم يفوت الإعلامي ريناس علي فرصة كشف زيف ادعاءات السفير البريطاني بالدلائل، فقال له بأنها موجودة بخلايا بسيطة لكن لا وجود لها كسيطرة على عدة محافظات، فالذي يسيطر في جميع المحافظات هي الدولة العراقية بكل أجهزتها الأمنية والعسكرية، معيداً تكرار كلام السفير البريطاني عن وجود القوات الأجنبية لمساعدة العراق ضد داعش، ليدحض هذا الادعاء بقوله، بأن هذه القوات تجاوزت السيادة العراقية، وقصفت ألوية عراقية تمثل الحشد الشعبي في كركوك وفي الحدود العراقية السورية، وقامت بعملية الاعتداء الكبير في مطار بغداد الدولي واستشهد فيها قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وكان في وقتها ضيف العراق الجنرال قاسم سليماني الذي كان يأتي إلى العراق بشكل رسمي وواضح وبدعوات عراقية.

وأثناء الحوار لم يستطع السفير هوكي، إكمال كلامه عندما قال في معرض حديثه "الدولة الإسرائيلية" فقاطعه الإعلامي مشدداً بأن العراق لا يعترف بهذه الدولة، لكن السفير هوكي أكد أن هذه الدولة موجودة وكما تحترم بريطانيا سيادة العراق تحترم أيضاً الدولة الإسرائيلية في الشرق الأوسط.

فكان رد الإعلامي العراقي على السفير البريطاني بمثابة درس في الدبلوماسية والأخلاق عندما أكد له بأنه بصفته سفيرا لبريطانيا لدى العراق يجب عليه ألا يتكلم بهذه الطريقة وأن يحترم مشاعر العراقيين الذين لا يحترمون إسرائيل في الأساس، ولا يعترفون بوجودها.