الشعور بالوحدة يؤدي إلى إصابة النساء الكبار بالسن بنوبة قلبية أو سكتة دماغية

علوم

الشعور بالوحدة يؤدي إلى إصابة النساء الكبار بالسن بنوبة قلبية أو سكتة دماغية

23 أيار 2021 12:22

تحذر جمعية القلب الأمريكية من أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى النساء الأكبر سناً، وأظهرت دراسة جديدة أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية كانا مرتبطين بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء فوق سن السبعين.

والجدير بالذكر أن العزلة الاجتماعية هي المقياس الكمي للتفاعلات الاجتماعية في العلاقات اليومية، في حين يتم تعريف الوحدة على أنها الشعور بالعزلة الاجتماعية وانعكاس للشعور بالعزلة ونقص الرفقة والشعور بالإهمال.

كما وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة ناتالي جولاشفسكي، المحاضرة في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو: "إن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في الولايات المتحدة الأمريكية، وإننا ندرك أن العوامل التي لم يتم تحديدها حاليا في الرعاية القياسية، مثل العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، يمكن أن تؤثر على خطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وتضيف الدكتورة ناتالي جولاشفسكي "نحن كائنات اجتماعية، ولكن يعاني الكثير منا خلال جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد الحالية من العزلة الاجتماعية والوحدة، والتي قد تتحول إلى حالات مزمنة من العزلة الاجتماعية والوحدة مع مرور الوقت. لذلك، من المهم أن نفهم الآثار الحادة وطويلة المدى لهذه التجارب على صحة القلب والأوعية الدموية والرفاهية العامة بشكل أكبر".

خلال الدراسة، فحص فريق الباحثين بيانات ما يقرب من 60 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 73 و85 عام، اللواتي لم يكن لهن تاريخ سابق للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وتمت متابعة المشاركين لمدة تصل إلى أربع سنوات، حيث قيمت الدراسة الروابط المحتملة بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وخطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تم قياس العزلة الاجتماعية باستخدام مقياس مؤشر مشتق من سلسلة من الأسئلة، والتي تضمنت:

- إذا ما كانوا متزوجين أو في علاقة حميمة.

- ما إذا كانوا يعيشون بمفردهم أو مع العائلة.

- تكرار الأنشطة الاجتماعية، مثل التواجد مع الأصدقاء أو العائلة أو التواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو الذهاب إلى الكنيسة أو تناول الطعام بالخارج أو التسوق.

وخلال فترة المتابعة التي استمرت أربع سنوات، أصيب 1599من النساء بنوبة قلبية أو سكتات دماغية أو توفين بسبب الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية.

ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء كان أعلى بنسبة 16 % لمن عانين من مستويات عالية من العزلة الاجتماعية، في حين أنه كان أعلى بنسبة 11 % لدى اللواتي عانين من مستويات عالية من الوحدة، وأعلى بنسبة 29٪ لدى أولئك اللواتي عانين من مستويات عالية من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة معاً.

بالإضافة إلى ذلك، بعد أن أخذ الباحثين التدخين والنشاط البدني والنظام الغذائي وتاريخ مرض السكري وارتفاع ضغط الدم واستخدام الأدوية والأداء البدني في عين الاعتبار، تضاءلت الروابط بين الوحدة والعزلة الاجتماعية.

وأوضحت الدكتورة جولاشفسكي قائلة: "يميل الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية أو الوحدة إلى الانسحاب وعدم الانخراط في السلوكيات الصحية في كثير من الأحيان، والتي قد تصبح نمطاً دورياً لحياتهم. وبمرور الوقت، تؤدي تلك السلوكيات غير الصحية المقترنة بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين يوصون بضرورة إجراء دراسات وأبحاث مستقبلية، والتي يجب أن تستكشف طرقاً جديدة لمعالجة احتياجات النساء الكبار في السن للتواصل الاجتماعي، حيث قالت الدكتورة جولاشفسكي أن بعض النساء يعانين من الشعور بالوحدة بعد تشخيصهن بمرض خطير، والبعض الآخر يعاني من ذلك بعد فقدان طفل أو الزوج أو أحد أفراد الأسرة.

وتضيف: "تشير نتائجنا إلى ضرورة دمج مقاييس العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، حتى مع وجود أسئلة موجزةلاى، في الرعاية القياسية. حيث أننا نراقب ضغط الدم والوزن ودرجة الحرارة لمرضانا، وقد يكون من المفيد أيضا التعرف على الاحتياجات الاجتماعية التي قد تفتقر إليها النساء لتحسين فهمنا لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتطوير الحلول اللازمة".

المصدر: موقع Study Finds