تخطط وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لإعادة البشر إلى سطح القمر من خلال مهمة أرتميس الفضائية المستقبلية، وقبل بدء هذه المهمة، تعمل وكالة ناسا على إيجاد حلول لمختلف المشكلات التي نشأت خلال مهمات أبولو في الماضي.
وكان أحد أكبر التحديات التي واجهتها بعض بعثات أبولو الفضائية هي التعامل مع الغبار الموجود على سطح القمر، حيث تشير وكالة ناسا أن غبار القمر لا يشبه أي نوع الغبار الذي يتجمع على الرفوف في المنازل حول العالم.
وفي الحقيقة، إن الغبار القمري موجود في كل مكان على سطح القمر، وهو مادة كاشطة للغاية تمتاز بالقدرة على التشبث بكل شيء.
وخلال مهمة أبولو، صممت وكالة ناسا أداة خاصة لتنظيف غبار القمر من بدلات الفضاء التي يرتديها رواد الفضاء.
وكانت المشكلة أنه قد كان من الصعب التعامل مع الغبار القمري لدرجة أنه كسر المكنسة الكهربائية التي صممت لتنظيفه.
والجدير بالذكر أن الغبار القمري لا يشكل خطرا على المعدات الموجودة على القمر فحسب، بل ويشكل خطرا على رواد الفضاء أنفسهم أيضاً.
والآن، إن الخطوة الأولى التي تحاول وكالة تحقيقها هي فهم مقدار غبار القمر في البيئة المحلية في وقت معين، كما أن جهودها لفعل ذلك ستؤتي ثمارها على الأرض أيضاً.
ووجدت وكالة ناسا خلال مهمة أبولو أن رواد الفضاء كانوا حساسين للغاية للتنفس بسبب كثرة الغبار القمري.
كما وقالت وكالة ناسا أن أنظمة الترشيح يمكنها إزالة قدر كبير من جزيئات الغبار القمرية الصغيرة، لكن جهاز استشعار الهواء ضروري لإظهار أن عناصر التحكم في التخفيف الموجودة في مكانها تعمل بشكل جيد.
والجدير بالذكر أن مستشعر جودة الهواء الجديد يعتبر أحد مجالات تركيز برنامج وكالة ناسا المعروف باسم NextSTEP، وكانت إحدى الاحتياجات المحددة المفصلة لهذا البرنامج هي إيجاد طريقة لقياس الغبار القمري في الموائل السطحية والمنصات المدارية، حيث طورت شركة من دنفر بولاية كولورادو تدعى Lunar Outpost Inc مستشعرا لجودة الهواء أطلق عليه اسم Space Canary.
وبحسب ما قالته الشركة، تم دمج مستشعر Space Canary في نظام التحكم في البيئة، وهو يوفر مزايا عديدة مقارنة بالمعدات التقليدية السابقة.
كما وتم تغيير اسم مستشعر Space Canary إلى Canary-S، وهو يلبي الحاجة إلى تحقيق جودة هواء لاسلكية منخفضة التكلفة والقدرة على مراقبة الأرصاد الجوية على الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأجهزة الاستشعار الجديدة هذه قياس الملوثات المختلفة، بما في ذلك الجسيمات القمرية ومستويات أول أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد الكبريت والمركبات العضوية المتطايرة الأخرى، وغيرها.
كما ويمكن أن يأخذ القياسات باستمرار ويرسل المعلومات مباشرة إلى سحابة آمنة كل دقيقة، والتي يتم توجيهها إلى لوحة القيادة المستندة إلى الويب Lunar Outposts أو قاعدة بيانات العميل للمراجعة والتحليل.
كما أن المستشعر قابل للتخصيص بدرجة كبيرة، مما يسمح بتعديله ليناسب العديد من الاستخدامات المحددة.
المصدر: موقع سلاش جير