دراسة توضح أهمية الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة للناجين من أزمة قلبية

علوم

الحفاظ على صحة عقلية جيدة للناجين من أزمة قلبية يساعدهم في منع التعرض لنوبات مستقبلية

30 أيار 2021 12:28

أظهرت دراسة جديدة أن الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة يمكن أن يمنع تعرض الشخص للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة أولئك الذين عانوا بالفعل من حالة قلبية قاتلة من قبل.

ويقول الباحثون أن الناجين من النوبات القلبية لديهم فرصة أكبر بكثير للإصابة بنوبات ثانية وثالثة خاصة إذا ما كانوا يعانون من ضائقة نفسية، وأنه من بين الظروف والعواطف المرتبطة بزيادة المخاطر هي الاكتئاب والقلق والغضب واضطراب ما بعد الصدمة.

اصابة الشباب بنوبات قلبية

والجدير بالذكر أن نتائج هذه الدراسة تتناغم مع نتائج الدراسات والأبحاث السابقة، لكنها أول دراسة تركز على المرضى الذين أصيبوا سابقا بنوبات قلبية في منتصف العمر، حيث كان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 51 عام.

كما ويعتقد الباحثين القائمين على الدراسة أن المسؤول عن هذه العلاقة بين الصحة العقلية والإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية هو أن الاجهاد ممكن أن يزيد من الالتهاب، مما يؤدي إلى تراكم الترسبات في الشرايين، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ماريانا جارسيا، زميلة أمراض القلب في جامعة إيموري: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن أطباء القلب يجب أن يأخذوا في الاعتبار قيمة التقييمات النفسية المنتظمة، خاصة لدى المرضى الأصغر سنا. وعلى نفس القدر من الأهمية، يجب عليهم استكشاف طرق علاجية لتخفيف الضغط النفسي لدى المرضى الصغار بعد التعرض لسكتة دماغية أو نوبة قلبية، مثل التأمل وتقنيات الاسترخاء ونهج الراحة النفسية الشاملة، بالإضافة إلى العلاج الطبي التقليدي وإعادة تأهيل القلب".

خلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل البيانات الصحية لـ 283 مريض تعرض سابقا لنوبة قلبية، وتراوحت أعمارهم بين 18 و61 عام.

وأكمل المشاركون في الدراسة سلسلة من الاستبيانات لقياس مستويات الاكتئاب والقلق والغضب والتوتر الملحوظ واضطراب ما بعد الصدمة في غضون ستة أشهر من تعرضهم لآخر نوبة قلبية. وبناء على هذا الاستطلاع، أنشأ الباحثون درجات لقياس الضغط النفسي لكل مريض، وقاموا بتصنيفها بناء على تجارب الضيق النفسي الخفيف والمتوسط والعالي.

وفي غضون خمس سنوات من التعرض لنوبة قلبية، أصيب 80 من 283 مريضاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أخرى، أو تم نقلهم إلى المستشفى بسبب قصور في القلب، أو ماتوا من أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما وحدثت هذه النتائج فيما يقرب من نصف (47 %) من المرضى الذين عانوا من ضائقة نفسية شديدة مقارنة بما يزيد قليلا عن خمس (22 %) أولئك الذين عانوا من ضائقة نفسية خفيفة.

وتوضح الدكتورة جارسيا: "أعتقد أن أولئك الذين أصيبوا بنوبة قلبية قد يكونون عرضة بشكل خاص لتمزق اللويحات نتيجة لهذه الآليات الالتهابية. حيث أن العلاقة التي وجدناها كانت مستقلة عن عوامل الخطر القلبية الوعائية المعروفة، وأظهرت لنا أن الآليات التي تنطوي على حدوث التهاب وعائي استجابة للتوتر والضغط النفسي قد تكون متورطة في احتمال حدوث نوبة قلبية لاحقة".

تجدير الإشارة إلى أن الباحثين يخططون الآن للتحقيق في كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية على الصحة العقلية بين الأشخاص الذين يعانون من نوبة قلبية في سن مبكرة.

وأوضح الباحثون أن هذا يعتبر أمراً هاماً بشكل خاص بعد ملاحظتهم وجود ارتفاع في عدد النوبات القلبية بين الشابات خلال السنوات الأخيرة.

كما وأضافت جارسيا: "لقد أدى التواصل مع المجتمع إلى زيادة الوعي بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التقليدية والتركيز على العديد من الأشياء مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لكن الكثير من الناس، وخاصة الشباب، قد لا يدركون أهمية الصحة العقلية. ولذلك، تقدم دراستنا رسالة قوية للأشخاص الذين يتعافون من نوبة قلبية، مفادها أن تخفيف الضيق النفسي لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضية أو اتباع نظام صحي غذائي للحفاظ على صحة القلب".

المصدر: موقع Study Finds