حادثة خطيرة بحجمها ومكانها ومعناها، إن صحت، فتلك مصيبة المصائب في بلد العلم والعيش المشترك، فلبنان قد أهدى العالم كله شباباً وشابات تخرجوا من جامعاته ليكونوا بناة في شتى أصقاع الأرض، وتكاد لا تخلو دولة من وجود لبناني برز اسمه في مجال ما من العلوم أو من أحد قد درس وتخرج من كليات الجامعات اللبنانية.
شاب يدعى محمد مراد يزعم بأنه طالب في الجامعة اللبنانية، وبأنه تعرض لضرب مبرح من قبل من يدعي صفة "مسؤول أمن المجمع" بطريقة الاعتداء على الطالب الذي تمكن من الإفلات قبل أن يشفى غليله على ما يبدو، ثم عن طريق عصابته التي كمنت للشاب وأوسعته ضرباً دون أن ندري أشفي غليل مسؤول أمن الغابة أم لم يشفى بعد، فالجامعة اللبنانية بناء على ما جرى "إن صحت أقوال محمد" أصبحت كغابة للعربدة والبلطجة بدل أن تكون منهلاً للعلم ومكان أمن للطلاب له حرمته المعهودة.
حيث كتب شاب يدعى محمد مراد على صفحته على الفيسبوك ما يقول بأنه قد جرى معه في الجامعة اللبنانية ووضعه برسم رئيس الجامعة اللبنانية والأجهزة الأمنية، مرفقاً صورته التي ملأتها الجروح والكدمات.
وبحسب محمد فبتاريخ ٢٨-٥-٢٠٢١ وأثناء وجوده في حرم الجامعة تم التعرض له من قبل موظف في الجامعة يدّعي صفة "مسؤول امن المجمع"، وطلب منه إبراز بطاقته الجامعية، فقام محمد بإبرازها له وطلب من المسؤول أن يبرز له بطاقته أيضاً ليتأكد من صفته، فرد عليه المسؤول المفترض بأنه سيأخذ البطاقة، فلم يقبل محمد وقال له بأن في الجامعة الإدارة ومخابرات الجيش والجيش وهم وحدهم من يحق لهم أخذ بطاقته فهدده وقال له بحسب محمد "عطيني البطاقة أحسن ما تشوف شي ما بيعجبك".
فعندما رفض محمد إعطائه البطاقة قام هذا المسؤول ومن معه بالتهجم عليه وضربه ضرباً مبرحاً، وتمكن محمد بصعوبة بعد دفاعه عن نفسه من الإفلات منهم، ليقوم المسؤول بتهديده من جديد قائلا له بحسب ما ذكر محمد "ناطرك برا الجامعة تحت حسابك".
وبحسب ما أورده محمد فالقصة لم تنتهي هنا فقد تلقى عدة اتصالات تفيد بأن الموضوع انتهى، ولكنه أثناء ذهابه للبيت وفور وصوله إلى مدخل الجامعة " من جهة الليلكي" ترجل سبعة أشخاص من سيارتين بجانبه، ويؤكد محمد بأنه لا يذكر إلا سؤالهم " أنت محمد مراد"، ثم لم يرى بعدها أي شيء من الضرب المبرح الذي تعرض له بكعب المسدسات والعصيان الحديد على رأسه وكامل جسده وهو على الأرض يسمع صوت رصاص إلى جانبه.
وأكد محمد في منشوره بأنهم حاولوا قتله لولا مشيئة الله وردعهم من قبل أهالي المنطقة.
وأضاف محمد "هذه حالة طالب الجامعة اللبنانية وهو ذاهب ليتعلم، لا يعلم إن كان سيعود أدراجه إلى منزله سالما، أم سيصل إلى المستشفى مضرجا بدمائه، أم سيعود لأهله جثة هامدة! فهل يستحق من يطلب العلم أن يتعرض لخطر الموت؟
وبين محمد بأنه خرج من المستشفى ووضعه الآن مستقر ويتحسن، وبأنه قام بنشر هذا "البوست" كي لا يحدث هذا الإجرام بحسب وصفه، مع غيره، ووجه محمد الشكر لكل الذين تضامنوا معه ووقفوا إلى جانبه، ليختم محمد منشوره بعبارة " في الله".
ووسط تضامن واسع مع ما أورده محمد، وتنديد واستنكار لما وصل إليه الحال في لبنان والجامعة اللبنانية، ومطالبة بالمحاسبة واعتبار ما ورد بمثابة إخبار، نبقى بانتظار توضيح من رئاسة الجامعة اللبنانية والأجهزة المختصة على تفاصيل هذه الحادثة التي أقل ما يقال عنها بأنها مؤسفة بحق الجامعة اللبنانية خاصة وجامعات لبنان ولبنان كله بشكل عام.