تمكن العلماء من زراعة رقاقة إلكترونية في دماغ رجل، للتحكم في سلوكياته المتعلقة بتعاطي المواد الأفيونية ولمساعدته في التحكم في سلوكياته للإقلاع عن هذا الإدمان القاتل، والذي أدى لتدهور حياته بشكل مأساوي على حد قوله.
فالرجل الذي يعيش في الولاية التي تشهد أعلى معدلٍ لوفيات تعاطي الواد الأفيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، هو أول مشارك في تجربة تقنية مصممة للمساعدة في التغلب على الإدمان عبر زراعة الرقائق الإلكترونية. فقد تم زراعة شريحة إلكترونية محوسبة، وأقطاب كهربائية في مركز الإدمان في دماغه.
تقوم الشريحة الالكترونية والأقطاب بإرسال إشاراتٍ مصممة للحد من الرغبة الشديدة وكبح الحاجة للتعاطي.
كما أن هناك ثلاثة رجالٍ آخرون على وشك الخضوع للعلاج نفسه، وبعد ذلك ستتم دراسة تقدمهم لمعرفة ما إذا كان هناك هدف ومبرر من توسيع نطاق مثل هذه التجارب والعلاجات ومدى نجاحها في المساعدة على التغلب على الإدمان.
وكان يدرس كتاب أفلام الخيال العلمي تداعيات زراعة الشرائح الإلكترونية المبرمجة في أدمغة الناس لعقود، ومع ذلك، كان التطبيق الرئيسي لتحفيز الدماغ العميق (DBS) حتى الآن هو المستخدم بشكل موسع للسيطرة على هزات مرضى الشلل الرعاش.
وأسفرت النجاحات التي سجلت على شرائط الفيديو والتي تم مراجعتها عدة مرات عن شعورٍ كبيرٍ بالراحة، وبناءً على ذلك تم اعتماد تطبيق DBS مؤخراً للاستخدام في علاج والسيطرة على حالات الصرع.
وطبقت حالياً، جامعة وست فرجينيا هي الأولى الفكرة بهدف مكافحة الإدمان، حيث يتضمن العلاج تطبيق DBS مع زراعة الأقطاب الكهربائية في المناطق الحساسة من الدماغ لإنتاج نبضاتٍ كهربائية بتردداتٍ تم ضبطها بعناية شديدة لتعزيز موجات الدماغ الإيجابية وتعطيل الإشارات السلبية.
وعلى الرغم من أن معدلات نجاح تطبيق DBS قد زادت مع اكتساب جراحي الأعصاب الخبرة الكافية لإجراء العملية، فلا تزال هناك مخاطرٌ عديدة حول هذا المجال، بما في ذلك عمليات الزرع والالتهابات المصاحبة لها في فترة ما بعد العملية والاستشفاء.
كما لم يتم تعميم العلاج حتى الآن، ومن أجل الحصول على الموافقة اللازمة من أجل توسيع دائرة العلاج بهذا التطبيق، يحتاج المرضى إلى إدمان مواد أفيونية فشلت في الاستجابة لبرامج الإقلاع الأخرى في السابق.
وكان أول رجل خضع للزرع هو جيرود باكلتر، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي أدمن المواد الأفيونية طيلة عشر سنوات متواصلة، فقط تعاطى الأفيونيات والبنزوديازيبين وعانى من تاريخٍ حافٍ بالانتكاسات والجرعات الزائدة التي هددت حياته أكثر من مرة.
وقال الدكتور جيمس بيري، الرئيس المؤقت لقسم الطب النفسي والعلاج النفسي بجامعة وست فرجينيا: "على الرغم من بذل قصارى جهدنا باستخدام طرائق العلاج الحالية القائمة على الأدلة، يوجد عددٌ من المرضى الذين لا يستجيبون ببساطة لأوامرنا ولا يعرفون مصلحتهم، فلا يزال بعض هؤلاء المرضى معرضين لخطرٍ كبير للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الكارثية المزمنة وحتى خطر الموت، ويمكن أن يكون تطبيق DBS أداةً قيمة في معركتنا لإبقاء الناس على قيد الحياة وبصحةٍ جيدة".