يمكن تفسير علم النفس العكسي هو أنه الأسلوب النفسي الذي يتبعه الشخص لمحاولة إقناع شخص ما بفعل شيء ما بإخباره أن يفعل عكسه، من الناحية النظرية، لا يحب الناس تقييد حريتهم، لذلك يتمردون ويفعلون غالبا عكس ما يطلب منهم.
ولكن من وجهة نظر علم النفس، هل يتفاعل الناس حقا مع القيود المفروضة على حريتهم برغبتهم في زيادة تقييد حريتهم؟ في بعض الظروف، تكون الإجابة "نعم"، وذلك بحسب ما توضحه هاتان التجربتان:
1- بحسب ما يقوله الكتاب المدرسي الممتاز "علم النفس الاجتماعي والطبيعة البشرية" فإن الأطفال البالغين من العمر عامين والذين طلب منهم عدم اللعب بلعبة معينة يجدون فجأة هذه اللعبة أكثر جاذبية.
كما أن الطلاب الذين طلب منهم الاختيار من بين خمسة ملصقات، ولكن قيل لهم بعد ذلك أن واحدا منها غير متوفر فجأة، هو الذي أصبح مرغوبا بشكل أكبر من غيرها بالنسبة لهم.
2- يمكن أن يكون للملصقات التحذيرية نفس التأثير النفسي أيضاً، حيث أن العلامات التحذيرية التي تقول أن بعض البرامج التلفزيونية تحتوي على مشاهد عنيفة، قد سببت تأثيراً عبر خمسة فئات عمرية تتراوح من 9 إلى 21 عام أو أكثر، حيث كان أكثر عرضة لجذب انتباههم ورغبتهم في مشاهدة تلك البرامج العنيفة أكثر من البرامج الأخرى التي لم تحتوي على تنبيهات.
وبذلك، إن الفكرة الأساسية تتمحور في أنه عندما يتم إخبارك أنه لا يمكنك القيام بشيء ما، تحدث الأشياء الثلاثة التالية:
- تشعر برغبة أكبر في فعله.
- تتمرد من خلال إعادة تأكيد حريتك.
- تشعر بالغضب من الشخص الذي يقيد حريتك.
بمعنى آخر، يتم إعادتك على الفور إلى مراهق مزعج ومتمرد على كل شيء.
• استخدام علم النفس العكسي:
يعمل علم النفس العكسي بشكل أفضل مع الأشخاص المعارضين أو المتمردين. وفي المقابل، من المرجح أن يتماشى معك الأشخاص اللطفاء على أي حال، لذلك لا تحتاج إلى استخدامه معهم لتحقيق غايتك.
ولكن لا تنسى أنه يجب عليك الاحتراس، فالناس يكرهون أن يتم التلاعب بهم. فإذا شعروا أنك تحاول حملهم على فعل شيء ما بإخبارهم أن يفعلوا العكس، فلن ينجح علم النفس العكسي كما كنت تتوقع، وسينتهي بهم الأمر بفعل ما تقوله لهم، فقط للتخلص من محاولاتك للسيطرة عليهم.
وفي الحياة الحقيقية، يعتبر استخدام علم النفس العكسي أمرا صعبا حتى في ظروف المغتبر المغلقة. حيث وجد الباحثون صعوبة في تحديد متى يعمل علم النفس العكسي بالضبط ومتى لا يعمل.
فيما يلي بعض العوامل التي من المحتمل أن تزيد من فعالية هذا الأسلوب النفسي:
- كلما كان الخيار الذي يتم تقييده أكثر جاذبية وأهمية، زاد التفاعل النفسي معه.
- كلما زاد تقييد الحرية، زاد التفاعل النفسي.
- تنتج التهديدات التعسفية تفاعلا عاليا لأنها غير منطقية، مما يجعل الناس أكثر تمرداً.
- في الحياة الواقعية، من المحتمل أن يعمل علم النفس العكسي بشكل أفضل عند استخدامه بمهارة واعتدال مع الأشخاص الذين يقاومون الطلبات والأوامر المباشرة.
المصدر: مجلة Spring