أخبار

وفاة علي أكبر محتشمي بور الحليف الوثيق للخميني وأحد مؤسسي حزب الله بفيروس كورونا

7 حزيران 2021 15:23

ذكرت وكالة أسوشيتيد برس، في تقرير لها، عن وفاة علي أكبر محتشمي بور، رجل الدين الشيعي الذي عمل كسفير لإيران في سوريا وساعد في تأسيس حزب الله اللبناني، والذي بترت يده اليمنى في عملية اغتيال فاشلة من خلال تفجير كتاب ملغوم أرسلته إليه إسرائيل، مساء اليوم الاثنين بسبب إصابته بفيروس كورونا التاجي المستجد عن عمر يناهز 74 عام.

وقد شكل محتشمي بور في حقبة السبعينيات، والذي يعتبر حليفا وثيقا للمرشد الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني، تحالفات مع جماعات إسلامية عديدة عبر الشرق الأوسط، فبعد الثورة الإسلامية، ساعد في تأسيس الحرس الثوري شبه العسكري في إيران، وبصفته سفيرا في سوريا جلب القوة إلى المنطقة للمساعدة في تشكيل حزب الله اللبناني.

وفي سنواته الأخيرة، انضم ببطء إلى قضية الإصلاحيين في إيران، على أمل تغيير النظام الديني للجمهورية الإسلامية من الداخل، وقد أيد زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي في احتجاجات الحركة الخضراء الإيرانية التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المختلف عليه عام 2009.

وقد قال محتشمي بور في ذلك الوقت، على الرغم من بقاء أحمدي نجاد في منصبه في نهاية المطاف: " إذا أدرك الشعب كله وتجنب الإجراءات العنيفة واستمر في مواجهته المدنية، سينتصر لا محالة، فلا توجد قوة تستطيع أن تصمد أمام إرادة الشعب".

كما وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) أن محتشمي بور توفي في مستشفى بشمال طهران بعد إصابته بفيروس كورونا التاجي المستجد صباح اليوم الاثنين أثناء تلقيه العلاج.

وأشارت الوكالة، إلى أن محتشمي بور، الذي كان دائما يرتدي عمامة سوداء تحدده في التقاليد الشيعية على أنه سليل مباشر لنبي الإسلام محمد، كان يعيش في مدينة النجف الشيعية المقدسة بالعراق على مدى السنوات العشر الماضية بعد الانتخابات المتنازع عليها في إيران.

وبحسب ما ورد، قدم رئيس القضاء المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يعتبر الآن المرشح الرئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستعقد الأسبوع المقبل، تعازيه الحارة لأسرة محتشمي بور، حيث نقلت وكالة إيرنا عن رئيسي قوله: " لقد كان الفقيد أحد المجاهدين في طريق تحرير القدس ومن رواد الكفاح ضد النظام الصهيوني المغتصب".

ووفقاً للوكالة، ولد محتشمي بور في طهران عام 1947، والتقى بالخميني حيث بقي رجل الدين في المنفى في النجف بعد أن طرده الشاه محمد رضا بهلوي من إيران، وفي السبعينيات، جاب الشرق الأوسط متحدثا إلى الجماعات الإٍسلامية التي كانت في بداية نشأتها في ذلك الوقت، وقد ساعد في تشكيل تحالف بين الجمهورية الإسلامية المستقبلية ومنظمة التحرير الفلسطينية أثناء صراعها المندلع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبمجرد اعتقاله من قبل العراق، وجد محتشمي بور طريقه إلى مقر إقامة الخميني في المنفى بباريس، وقد عادوا منتصرين إلى إيران وسط الثورة الإسلامية عام 1979، وفي عام 1982، أرسل الخميني محتشمي بور إلى سوريا، ليعمل تحت ظل حكومة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وبينما كان عمله دبلوماسيا في الظاهر، أشرف محتشمي بور على تدفق الملايين من الدولارات لتمويل عمليات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.

أما بالنسبة للبنان، التي كانت تحت سيطرة سوريا آنذاك، والتي نشرت عشرات الآلاف من القوات هناك، وجدت نفسها محتلة من قبل إسرائيل عام 1982 بينما كانت إسرائيل تقاتل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وقد تدفق الدعم الإيراني إلى المجتمعات الشيعية التي كانت تعيش في المناطق التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، مما قد أدى إلى إنشاء جماعة مسلحة مقاومة جديدة أطلق عليها اسم "حزب الله".

وذكرت الوكالة، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت حزب الله في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، والتي أسفر عنها مقتل 63 شخص، فضلاً عن قصف ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في العاصمة اللبنانية و قتل 241 جنديا أمريكيا و هجوم آخر قتل 58 جنديا مظليا فرنسيا، بينما نفى كل من حزب الله و إيران تورطهما في تلك الهجمات.

وقد كتب قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية رويس لامبيرث في عام 2003: " لقد وجدت المحكمة أنه لا جدال في أن حزب الله وعملائه تلقوا دعما ماديا وفنيا هائلا من الحكومة الإيرانية لشن تلك الهجمات".

وبحسب لامبيرث، الذي استند رأيه إلى معلومات حصل عليها من مسؤول استخبارات البحرية الأمريكية آنذاك، أن المسؤول المباشر عن تلك الهجمات كان محتشمي بور، الذي كان مسؤولا عن التواصل بين طهران وحزب الله الناشئ في ذلك الوقت للتحريض على الهجمات ضد التحالف الأجنبي متعدد الجنسيات في لبنان، وأنه قد اتخاذ خطوات كبيرة ومذهلة ضد مشاة البحرية الأمريكية على وجه الخصوص.

كما أفادت الوكالة، بأن النعي الذي نشرته وكالة إيرنا الإيرانية قد وصفت محتشمي بور بأنه " أحد مؤسسي حزب الله في لبنان"، ملقية باللوم على إسرائيل في التفجير الاغتيالي الذي أصابه في السابق وتسبب في بتر يده، دون أن تناقش المزاعم الأمريكية حول ضلوعه في التفجيرات والعمليات المقاومة التي استهدفت الأمريكيين.

ففي وقت محاولة اغتياله، حصل الموساد الإسرائيلي على موافقة من رئيس الوزراء آنذاك اسحاق شامير لملاحقة محتشمي بور، وذلك وفقا لكتاب "Rise and Kill First" عن الاغتيالات الإسرائيلية للصحفي رونين بيرغمان، حيث كتب بيرغمان أنهم اختاروا إرسال قنبلة مخبأة داخل كتاب وصف بأنه "مجلد رائع باللغة الإنجليزية عن الأماكن المقدسة لدى الشيعة في إيران والعراق" في عيد الحب عام 1984 لمحتشمي بور بهدف اغتياله.

وقد انفجرت القنبلة عندما فتح محتشمي بور الكتاب بالفعل، حيث قطعت يده اليمنى وإصبعين من يده اليسرى، لكنه نجا، وأصبح فيما بعد وزيرا للداخلية الإيرانية وشغل منصب نائب في البرلمان الإيراني قبل أن ينضم إلى الإصلاحيين عام 2009.

المصدر: وكالة أسوشيتيد برس