بينما أدان فيسبوك علانيةً تداول المعلومات المضللة والتطرف على منصته، يشير أحد التحليلات إلى وجود دافع يثني هذه المنصة عن مكافحة هذه الأنشطة داخلياً.
سلط التحليل الذي أجري مؤخراً الضوء على كمية الأرباح التي يدرها هذا النوع من المحتوى سريع التفشي، بصرف النظر عن مدى الجدل الذي يثيره أو مدى قربه من الحقيقة.
ووجدت صحيفة واشنطن بوست أن "المنشورات المثيرة للشقاق" تزيد من نسبة استخدام الموقع وتدر أرباحاً هائلة، وبعد تحليل أكثر من ثلاثة ملايين منشور، وتحديداً "المنشورات السياسية، من بينها منشورات أعضاء الكونغرس أو وسائل الإعلام ذات الميول اليسارية واليمينية"، كانت النتيجة أن معظم المنشورات تشترك بشيء واحد، هو أن أكثرها انتشاراً كان يتحدث عن الحزب السياسي المعارض، إذ جرى على فيسبوك مشاركة منشورات وتغريدات تذكر الحزب السياسي المعارض لتوجه جماعة ما أكثر بمرتين مما جرى مشاركته من منشورات تتحدث عن الجماعة السياسية نفسها.
ووجدت الصحيفة أيضاً أن إدراج الكلمات المنسوبة إلى الحزب السياسي المعارض زاد من تداول المنشورات بنسبة مذهلة بلغت 67٪، (مثلاً، إدراج كلمات مثل ديمقراطي أو يساري أو بايدن في منشور جمهوري)، وأكدت نتائج التحليل أن "كل كلمة تضاف عن الجماعة المعارضة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ارتبطت بزيادة في المشاركات بلغت نسبتها 67%، وكان لهذه المؤثرات وقع أكبر من العوامل المعروفة الأخرى التي تسهم في زيادة معدل المشاركة، كالكلمات المسيئة (مثل مؤسف أو مجنون) أو الكلمات الأخلاقية-العاطفية (مثل شرير أو كره).
ويبدو أن للمنشورات الساخرة والمشاركات المليئة بالكراهية قدرة أكبر على الانتشار الواسع، إذ ولّد عدد كبير من المنشورات السياسية ردود أفعال غاضبة من مستخدمي فيسبوك، وعليه، فإن هذا التقييم يشير إلى أن الكراهية توجه السياسة الأمريكية، لا التضامن والاتفاق على القضايا الاقتصادية.
وفي المحصلة، تمكن فيسبوك من رفع قيمته التجارية لتصل إلى تريليون دولار عبر زيادة المحتوى المثير للشقاق. وعلى الرغم من أن البحث يسلط الضوء على مشكلات المحتوى، لم يقر موقع فيسبوك بوجود أي مشكلة، حتى إنه زعم أن دبّ الشقاق "ليس أمراً سيئاً دوماً، بل قد يؤدي أحياناً إلى نتائج إيجابية".
ويتوقع التحليل أنه "طالما ظلّ المحتوى المثير للشقاق جزءاً أساسياً من نُظم عمل وسائل التواصل الاجتماعي، من المستبعد أن ترى منصات التواصل الاجتماعي فيه مشكلة، فما بالك بحلها".