تنتظر روسيا التي سعت مرارا للتقريب بين الأطراف الأفغانية، ما ستقدم عليه حركة طالبان بعد سيطرتها على حدود حلفاءها في آسيا الوسطى، رغم تأكيدات وفد الحركة الذي زار موسكو مؤخراً بأنه لن يخرق حدود هذه الدول.
وبحسب موقع سبوتنيك، فقد أكد مدير القسم الآسيوي الثاني بوزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف، اليوم الأربعاء، بأن بلاده تراقب الوضع في أفغانستان عن كثب، وأضاف في تحذير مبطن لحركة طالبان "لكن عندما ترى طالبان أن أي محاولة للإضرار بأمن حلفائنا في آسيا الوسطى ستكون محفوفة بخسائر كبيرة بالنسبة لها، إن لم يكن خسارة كل شيء، فحينها لن تفعل شيئًا وستتصرف بشكل جيد".
واعتبر كابولوف في معرض رده على سؤال حول توقع اندلاع معارك من أجل كابول، بأن المعارك ستحصل بالتأكيد للأجل كابول إذا استمرت حكومة كابول في التصرف بهذه الطريقة ولم تجلس على طاولة المفاوضات.
وأكد الدبلوماسي الروسي، بأن موسكو لديها مقترحات بشأن المفاوضات بين الأفغان في المستقبل، مشيراً إلى حساسية هذه القضية، قائلا: "هذه قضية حساسة، أي مقترحات، حتى أفضلها، يطرحها الأجانب، سينظر إليها الأفغان، كما لو كانت مفروضة عليهم، مهمتنا هي جلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات".
كما أشار إلى تقارب المصالح الروسية والأمريكية في التسوية الأفغانية، لافتاً إلى استعداد موسكو لمواصلة التفاعل البناء مع واشنطن بشأن هذه القضية.
كما طالب كابولوف، الأمريكيين أن يكونوا بنائين لأنهم في وضع ميؤوس منه، وأضاف " إنهم بحاجة إلى تبرير أنفسهم بطريقة ما في هذا الموقف، أنا أتحدث تمامًا دون شماتة، نحن ممارسون وبراغماتيون، نحتاج إلى حل المشكلات انطلاقا من مصالحنا الوطنية والأمنية على المدى الطويل، والأمريكيون شركاء مهمون لنا في هذا الصدد، هذا هو المجال الوحيد تقريبًا الذي نتعاون فيه مع الأمريكيين بشكل فعال، على الأقل نريد الشيء نفسه".
ويذكر أن الولايات المتحدة ستنهي الانسحاب الكامل من أفغانستان في 11 أيلول/ سبتمبر القادم، فيما تواصل حركة طالبان بسط سيطرتها على المناطق الأفغانية، معلنة استيلائها على ما لا يقل عن 150 منطقة، وكذلك على معدات وذخائر للقوات الأفغانية، فضلا عن أسر عدد من أفراد القوات الأمنية في عدد من الولايات.
المصدر: سبوتنيك