أخبار لبنان

فوز ائتلاف النقابة تنتفض في انتخابات نقابة المهندسين رغم تحريض المستقبل

19 تموز 2021 09:50

ذكر موقع الأخبار اللبنانية، بأن تيار المستقبل خسر كل شيء في نقابة المهندسين، بعد أن وصل عارف ياسين إلى منصب النقيب بأكثريّة ساحقة تمثّلت بـ5798 صوتاً مقابل 1528 لمرشح تيار المستقبل باسم العويني و1289 للمرشح المستقل عبدو سكرية، فالتيار الذي كان منذ سنوات قليلة يرشّح النقيب مع عدد من الأعضاء لمجلس النقابة، لم يعد لديه مقعد واحد داخل المجلس، لا بل أنه كان عاجزاً عن حشد ناخبيه، فلم تكن انتخابات نقابة المهندسين مؤشراً للمزاج العام فحسب، بل كانت أشبه برد الثأر لمنظومةٍ أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم.

وأشار الموقع، إلى حملة الشائعات التي بدأها تيار المستقبل، ضد النقيب عارف ياسين، حيث بحث عن تهمة يمكن إلصاقها بمرشح ائتلاف "النقابة تنتفض"، فالرجل ليس فاسداً وغير محسوب على طرف باستثناء أنه كان عضواً في الحزب الشيوعي، فاستغل تيار المستقبل والقوات اللبنانية هذا الأمر لتحويل الانتماء أو التقرب من الشيوعي إلى تهمة، ربما أقنعت البعض، ثم عاد تيار المستقبل كعادته في التحريض الطائفي، حيث بدأ الحديث قبل يومين من الاستحقاق بأن ياسين شيعي، وأن الطائفة الشيعية تريد الاستئثار بالنقابة، مشيعة بأن مركز النقيب هو حصراً للسنة وسارعت بعض الصفحات إلى نشر إخراج القيد الخاص بياسين الذي شطب عنه مذهبه، علماً أنّ الثنائي الشيعي كان قد أخذ موافقة تيار المستقبل، منذ عامين بأن يكون النقيب في الدورة الحالية من الطائفة الشيعية، قبل أن ينسحب مرشحو حزب الله وأمل، خوفاً من اللعب على الوتر الطائفي بعد إصرار سعد الحريري بأن يكون النقيب من تياره.

وبلغ التحريض عند تيار المستقبل بالقول بأن ياسين مدعوم من حزب الله، وباشر المستقبل حملة عبر تطبيقَي واتساب وفيسبوك إلى أهالي بيروت بضرورة إنقاذ "المركز السني" من "براثن" الحزب، إضافة إلى تركيب رسائل مزيفة تشير إلى أن التيار الوطني الحر دعا مناصريه إلى التصويت بكثافة لصالح ياسين.

وأوضح الموقع، بأن عدداً كبيراً من الشائعات المختلفة جرى تداوله إلا أن ذلك لم يغير المزاج العام وفاز ياسين بمنصب نقيب المهندسين ولائحة "النقابة تنتفض" بأكثرية 67 في المئة وبكامل أعضائها: 6 إلى الهيئة العامة، 3 من الفروع الثلاثة لعضوية مجلس النقابة، 1 لعضوية الصندوق التقاعدي، 2 لعضوية لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي.

أما تحالف المستقبل - أمل، ففاز بعضو واحد لمجلس النقابة "محسوب على أمل" وهو المركز الذي تركته "النقابة تنتفض" شاغراً بعد فوز الأحزاب بالمقاعد الـ5 في الفرع السادس خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى مقعد في لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي الذي تركته "النقابة تنتفض" فارغاً هو الآخر.

واعتبر الموقع بأن فوز ائتلاف "النقابة تنتفض" أمس لم يكن خارج السياق العام، بل كان صدى لغضب كبير موجود في الشارع عموماً، ولدى الطبقة الوسطى ضد الأحزاب التي أوصلت البلد إلى هذه الأزمة المعيشية، وردّ فعل طبيعيّاً لمعاناة الناس أمام محطات الوقود والصيدليات والمصارف والمحال التجاريّة.

ولفت الموقع، إلى أن تيار المستقبل رفض كل العروض ورفض التراجع، وكأنه على ما يبدو لم يقرأ بعد مفاعيل 17 تشرين ولا نتائج الأزمة المالية والاقتصادية، وظنّ سعد الحريري أنّ مفاتيح نقابة المهندسين ما زالت في جيبه وبإمكانه سوق الناخبين كما يحلو له، فرفض سحب مرشحه باسم العويني لمركز النقيب، حاولت الأحزاب إقناعه بعبدو سكريّة الذي يملك مشروعاً مهنياً، فرفض، وعرضوا عليه إمكانية دعم مرشّح "المستقبل" محمد سعيد فتحة على اعتبار أنه كان عضواً في مجلس النقابة لسنوات قبل انتخابه لعضوية مجلس بلدية بيروت وهو على علاقة جيّدة مع معظم الأحزاب داخل النقابة. بالتالي، فإن عملية تسويق اسمه لدى المهندسين بأنّه مستقل مقرّب من الحريري، قد تكون أسهل.

سمع الحريري العرض، ولكن "الفيتو" أتى على لسان أحمد هاشمية الذي قال لأحد المسؤولين الحزبيين: "أنا وباسم العويني داخل النقابة، وإما أنا والعويني خارج تيار المستقبل" ولذلك، قد يكون مفهوماً لماذا سدّ الحريري أذنيه عن العروض التي سمعها من حلفائه، لتنتهي الانتخابات بحصول "المستقبل" على 10 في المئة من أصوات الناخبين!

المصدر: الأخبار اللبنانية