تصميم أدوية أفيونية أقل إحداثاً للإدمان

تصميم أدوية أفيونية أقل إحداثاً للإدمان

تُعد المواد الأفيونية من أقوى مسكنات الألم، لكن عانى ملايين المرضى من سوء استعمال هذه الأدوية الموصوفة لهم بعد أن أدمنوا على مشاعر السكينة والنشوة التي تسببها. لكن تشير الأبحاث الجديدة إلى وجود طريقة لتصميم المواد الأفيونية كيميائياً لتقليل إمكانية إدمانها.

بدأت الموجة الأولى من وباء الأفيون في الولايات المتحدة في التسعينيات. وبحلول عام 2015، عانى ما يقارب 11.5 مليون أمريكي من إساءة استخدام الأدوية الأفيونية الموصوفة. وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يقارب 500.000 شخص ماتوا من جرعات أفيونية زائدة منذ عام 1999 إلى عام 2019. وقد أظهرت تقارير حديثة أن هذه الأزمة الصحية اشتدت فقط خلال جائحة كورونا، إذ سجلت الولايات المتحدة وحدها رقماً قياسياً بلغ 93.000 حالة وفاة بسبب الجرعات الزائدة في عام 2020، بزيادة قدرها 29 ٪ عن العام السابق.

يقول الكيميائي آرون هاريسون أن هذه الأدوية تستخدم لتخفيف الألم الجسدي، وعلاج الألم المزمن هو السبب الرئيسي لتعاطيها. ولكن لا يوجد حالياً أدوية مكافئة قادرة على توفير المستوى نفسه من تخفيف الآلام دون التعرض لخطر الإدمان، لذا فإن تصميم مادة أفيونية أقل إحداثاً للإمان أمر مهم للتعامل مع وباء المواد الأفيونية.

ترجع العديد من الصفات المسببة للإدمان في المواد الأفيونية إلى مشاعر السكينة والنشوة التي تحفزها في الدماغ، وبالنسبة لحالات كالتهاب المفاصل والجروح وآلام ما بعد الجراحة، يجب أن تستهدف هذه الأدوية المناطق المريضة أو المصابة من الجسم فقط لتوفير تخفيف الآلام، والسؤال الذي يواجهه الباحثون هو إن كان من الممكن قصر تأثير المواد الأفيونية على مناطق معينة من الجسم دون التأثير على الدماغ.

لا يزال العلاج الفعال للألم دون تعريض المرضى لخطر الإدمان يمثل مشكلة كبيرة في الرعاية الصحية. ولم يجر اختبار هذا النهج إلا في المختبرات، وقد لا يتوفر في الصيدليات لبعض الوقت، لكن التغيير الكيميائي للمواد الأفيونية الموجودة هو وسيلة واعدة نحو تطوير عقاقير تخفف الألم دون التسبب في الإدمان.


Sciencedirect