أفادت صحيفة الغارديان أن بوريس جونسون يحاول الوقوف في طريق شراء شركة صينية لأكبر شركة منتجة لأنصاف الموصلات في المملكة المتحدة، وذلك بحسب مستشار حكومي كبير حذر من أن بكين على وشك بدء "حرب باردة" جديدة.
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي السابق توني أبوت، الذي عينه جونسون لتقديم المشورة التجارية بعد البريكسيت، عن بدء مراجعة لاستحواذ شركة "Nexperia" على شركة تصنيع الرقائق الدقيقة "Newport Wafer Fab"، ما يعني أن العملية قد تتوقف مؤقتاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون طلب من مستشار الأمن القومي، السير ستيفن لافغروف، النظر في عملية البيع بعد اتهامه سابقاً بقبول الصفقة بدون التدقيق فيها جيداً، لا سيما لجهة الأهمية الجيوسياسية لصناعة أنصاف الموصلات.
وبينت الغارديان أن الصين استهدفت الشركة المذكورة لأنها شركة تكنولوجية مهمة للاقتصاد المستقبلي، إذ إنها تُصنّع أكثر من تريليون رقاقة إلكترونية سنوياً، وأضافت إن النقص العالمي تسبب في تأخيرات كبيرة لشركات صناعة السيارات في المملكة المتحدة وخارجها.
وأعلنت شركة "Nexperia"، وهي شركة هولندية تملكها شركة "Wingtech" الصينية بالكامل، في بداية الشهر الجاري أنها كانت تحاول شراء "Newport Wafer Fab،" أكبر منتج لرقائق السيليكون في المملكة المتحدة، والتي تعد مواداً حيوية في صناعة المنتجات من أجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة إلى السيارات ووحدات التحكم في الألعاب.
وبحسب الصحيفة، قال توني أبوت إن لجنة خاصة، واسمها "مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي"، شُكلت في أستراليا للنظر في جميع "الاستثمارات الأجنبية المهمة"، وإن عملية الشراء هذه ومثيلاتها يجب أن تدق ناقوس الخطر.
وأكد أبوت أنه "من الواضح تماماً أن عملية الشراء الحالية التي يجري النظر فيها حالياً في بريطانيا لن تحرز تقدماً لو أنها حدثت في أستراليا"، مضيفاً: "لكنني أعتقد أيضاً أن بريطانيا تتحرك بالتأكيد في اتجاه مشابه، بما أن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء يبحث في الأمر الآن".
كما دعا أبوت جونسون إلى توخي الحذر من مكانة الصين المتنامية، وقال "من المرجح أن تكون [الصين] تحدي القرن بوجود تداعيات كبيرة على الاقتصاد والأمن".
وقال أبوت: "بعد 40 عاماً من الانتظار والاختباء، تفرض الصين نفسها بقوة في ما يمكن دعوته في أفضل الأحوال سلاماً بارداً، وعلى الأرجح حرباً باردة جديدة، لكن ضد منافس استراتيجي بعيد المنال، وأقوى من الاتحاد السوفيتي القديم، ذلك أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي بصورة متزايدة، ويمكنه أن يمارس ضغوطاً اقتصادية وعسكرية على أهدافه".
المصدر: صحيفة الغادريان