أخبار

واشنطن تايمز: الانسحاب الكامل من العراق يصب في مصلحة أمريكا

28 تموز 2021 23:27

نشر موقع "واشنطن تايمز" مقالاً بقلم الصحافي دانيال ديفيز، أكد فيه أن القوات العراقية قادرة لوحدها على حماية بلدها من تنظيم "داعش"، وأن انسحاب القوات الأمريكية يصب في مصلحة الولايات المتحدة، لأن ذلك يبعدها عن متناول إيران.

قال ديفيز: بعد اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم الاثنين، أعلن الرئيس جو بايدن أن القوات الأمريكية "لن تتواجد في منطقة قتالية بحلول نهاية العام"، وأوضح أن دور الجيش الأمريكي سيتحول إلى "مواصلة التدريب والمساعدة والتعامل مع تنظيم داعش عند ظهوره". بعبارة أخرى، الشيء الوحيد الذي سيتغير عملياً هو العنوان، وهذه أخبار سيئة لأمريكا.

وأكد الكاتب أن الكاظمي كان واضحاً في قوله قبل مغادرة بغداد إن بإمكان قواته حماية بلدهم، وأن "لا داعي لوجود أية قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية". ويبدو أن كل من بايدن والكاظمي يشددان على كلمة "قتال" في تصريحيهما، حيث لا يبدو أن ثمة مشكلة لدى أي من الزعيمين بتواجد جنود أمريكيين على الأراضي العراقية طالما يسمون قوات "تدريب".

وأضاف ديفيز إن القوات العراقية قادرة على حماية بلدها، وأفهم تماماً رغبة السيد الكاظمي في إبقاء القوات الأمريكية في العراق، لأننا نمتلك قدرات قتالية كبيرة ستستفيد منها الحكومة في بغداد، لكن لم يتناول أي من الزعيمين كيف يصب استمرار الوضع الراهن في المصلحة الأمنية الأمريكية - وحتى الآن لم يخاطب أي شخص آخر في البنتاغون والبيت الأبيض هذه المسألة.

إن سبب عدم طرح أي مسؤول لهذه المسألة واضح، وهو أنه لا توجد مصالح أمنية للولايات المتحدة على المحك في العراق. المستفيد الوحيد هو الحكومة العراقية. والمهمة في نظر واشنطن استمراراً للوضع الراهن غير الملائم، مخاطرة دون فائدة.

وقال ديفيز قاصداً الرئيس الأمريكي: "تأكد من أنه أياً كانت التسمية التي يريد أي شخص أن يطلقها على قواتنا النظامية في العراق، فهم في منطقة قتال، وسيظل الخطر محيطاً بهم حتى بعد تغيير اسمهم من مقاتلين إلى "مدربين" في نهاية عام. حتى الآن في عام 2021، شُنّ أكثر من 50 هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على القوات الأمريكية في المنطقة، وشن السيد بايدن غارتين على الميليشيات المدعومة من إيران التي يُزعم أنها وراء بعض تلك الهجمات".

وكما هو متوقع بعد كل غارة، تتعهد الميليشيات بشن هجمات انتقامية، وتستهدف الأفراد الأمريكيين في العراق رداً على ذلك. وكما يتضح من الهجوم الأخير على قاعدة عراقية تأوي موظفين أمريكيين، فإن تلك الهجمات ستستمر. وحتى الآن، لم يُقتل أي أمريكي في العديد من الهجمات الأخيرة، لكن بايدن يتعرض لضغوط متزايدة لشن ضربات أقوى وأكبر رداً على الهجمات.

وأوضح المقال أنه إذا أصاب أحد صواريخ الميليشيات الهدف، وقتل أمريكياً، من المرجح أن يتعرض بايدن لضغط من الحزبين ليضرب مواقع الميليشيات في العراق وسوريا، بل من المحتمل أن يضرب إيران نفسها. لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يقف مكتوف الأيدي إذا قُتل أحد الجنود الأمريكيين، إذ سيطالب الكونغرس والجمهور بالانتقام. لكن نقل المعركة إلى إيران سيزيد من خطر الوقوع في سلسلة من الإجراءات المتصاعدة التي يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب جديدة.

ونصح ديفيز أن أفضل شيء يمكن أن يفعله بايدن لتعزيز الأمن القومي الأمريكي هو الانسحاب الكامل من العراق وسوريا بحلول نهاية العام، والقيام بذلك لن يضيف أي خطر على أمننا القومي، فقدرتنا العالمية على شن ضربات قوية وموجهة ضد التهديدات المباشرة لبلدنا لن تتأثر بمثل هذه الانسحابات.

علاوة على ذلك، إيران دولة ضعيفة مقارنة بالولايات المتحدة، وسحب قواتنا من العراق يحرم طهران من أسهل فرصة لها لإيذاء الأمريكيين بضرب قواتنا في منطقتها عن طريق وكلائها، وبعد حرمانها من القرب الملائم من انتشار القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ستكون إيران غير قادرة عملياً على إلحاق ولو حتى ضرر طفيف بالولايات المتحدة.

يعتمد نفوذ أمريكا وقوتها على قوة اقتصادنا العالمي وهيمنة قواتنا التقليدية والنووية - والتي لا يمكن لإيران أو ميليشياتها أن تهددها. العراق قادر على الدفاع عن أراضيه وعليه تحمل المسؤولية الكاملة عن أمنه. لذلك، فإن الإستراتيجية الأكثر أماناً هي الانسحاب الكامل من العراق وسوريا.

واشنطن تايمز