لا شك أن الضغوط الاقتصادية أرخت بثقلها على جميع شرائح المجتمع اللبناني، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، الذين يمثلون الطبقة الأشد تضرراً من دوامة الأزمات التي لحقت بالبلاد، لذا ليس مستغرباً أن ينتفض منهم أساتذة المدارس الذي يفنون أعمارهم وأجسادهم لتخريج جيل يرفع اسم لبنان عالياً.
وحدث اليوم الخميس أن عقدت الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي في لبنان اجتماعاً عبر تطبيق زووم، عرضت خلاله "آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الاقتصادية المستمرة، وانهيار الوضع الصحي بكل المؤسسات الطبية، وقرار رفع الدعم عن المحروقات والدواء".
وتوجه المجتمعون، بحسب بيان، إلى المسؤولين بالأسئلة الآتية: "هل شاهدتم طوابير الذل أمام محطات الوقود أم أنكم يا ترى غير معنيين؟
هل تعلمون أن الأدمغة رأسمال لبنان البشري تنتظر تأشيرات السفر للهجرة إلى الخارج أم أن هذا الأمر، برأيكم، عادي؟
هل تعلمون أن رواتب الأساتذة باتت تكفي ليومٍ واحدٍ فقط أو يومين بالأكثر، وبما تيسر من سلع داخل “السوبر ماركات” أم أنها لم تصلكم هذه المعلومة؟
هل شاهدتم إذلال الأساتذة أمام المستشفيات والصيدليات للسؤال عن الدواء الذي بات أغلبه مفقوداً أو مكنوزاً في مستودعات المحتكرين بانتظار رفع الدعم عنه إلى أجلٍ غير مسمى؟"
ورفضت الرابطة قرار وزير المالية الأخير إعطاء سلفة على أساس الراتب، مؤكدة أن "هذا الطرح لا يثمن ولا يغني عن جوع، ونطالبه بتصحيح الرواتب بناء على قيمة القدرة الشرائية المتحركة".
واستغربت الهيئة أيضاً تهافت المعنيين على الحصص الوزارية وخلافهم عليها، بالرغم من أن "مقوّمات البلد تصدّعت، وشَعبه كفر بكم وبسلطتكم وبفسادكم منذ سنوات طويلة؟"
وختمت الرابطة بيانها بالقول: "بما أننا لم نلق منكم استجابةً على كثيرٍ من المطالبات التي تضمنتها بيناتنا السابقة، بما يخص حقوق الأستاذ في التعليم الثانوي، فإننا نؤكد قرارنا السابق: لا عام دراسياً مقبلاً، والتوقف الكلي عن العمل بكل مسمياته، وإغلاق المؤسسات التربوية الرسمية، إلى حين تصحيح الرواتب، وإعادة الاعتبار لموقع الأستاذ الثانوي، ومكانته وحقوقه المالية والصحية والاجتماعية".
المصدر: النهضة نيوز - وكالات