الزلزال القوي الذي ضرب هايتي وسوى المباني بالأرض، وأسفر عن مئات الضحايا

أخبار

هايتي تستعد لعاصفة غريس وسط تحذيرات من احتمال ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال

16 آب 2021 21:07

بعد الزلزال المدمر الذي شهدته هايتي السبت الفائت، وأودى بحياة المئات، تتسابق الفرق الطبية وعمال الإغاثة لإنقاذ الأرواح وتوفير الطعام والمأوى اليوم الاثنين، في حين حذر رئيس وزراء هايتي من أن العدد الرسمي لضحايا الزلزال قد يرتفع أكثر، وأن المنخفض المداري سيثقل كاهل الدولة الكاريبية المنكوبة.

وبحسب صحيفة الغارديان، فقد ما لا يقل عن 1.297 شخصاً حياتهم في الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس رختر - وهو أقوى من الزلزال، الذي بلغت قوته 7.0 درجات، وأودى بحياة أكثر من 200 ألف هايتي في عام 2010، وتسبب بتدمير جزء كبير من العاصمة بورت أو برنس.

وأفادت الصحيفة أن عدد الضحايا كان أقل هذه المرة لأن مركز الزلزال كان بعيداً عن العاصمة المكتظة بالسكان، لكن عمال الإنقاذ يقولون إن الظروف على الأرض في شبه الجزيرة الجنوبية لهايتي، حيث ضرب الزلزال، مريعة، ويرجح أن تزداد سوءاً بعد أن وصل المنخفض الجوي المداري "غريس" إلى اليابسة في الساعات المقبلة، ما تسبب في هطول أمطار غزيرة.

وقالت وكالة رويترز إن التوقعات الصادرة عن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير أشارت إلى أن "غريس"، التي من المتوقع أن تضرب هايتي بين ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء، قد تمر فوق المناطق المتضررة من الزلزال بشكل مباشر وتغمرها بما يصل إلى 38 سم من الأمطار، ما ينذر بحدوث فيضانات وانهيارات أرضية.

ونقلت الغارديان عن جان ويليام بابي، الطبيب الهايتي البارز الذي يشارك في الاستجابة للزلزال، تحذيره: "يجب علينا الاستعداد، فالعاصفة ستتسبب بسيول جارفة.. وستعيق جهود الإنقاذ".

وكانت ليس كايس إحدى أكثر المدن تضرراً، وهي ميناء بحري يقع على بعد 120 ميلاً جنوب غرب العاصمة ويقطنه حوالي 100.000 نسمة.

ووفقاً للصحيفة، قال ستيرنز إيبوليت، وهو متدرب في مستشفى إماكيوليت كونسيبشن في ليس كايس، اليوم الإثنين، إن الأطباء يكافحون للتعامل مع تدفق المرضى المصابين من المدينة، وتدفقهم المتزايد من المنطقة الريفية المحيطة بها، مشيراً إلى أن "غرفة الطوارئ ممتلئة وساحة المشفى ممتلئة".

وأضاف إن من بين المرضى الذين قدموا أطفال ومسنون، وكثير منهم أصيبوا بكسور في الساقين أو الذراعين وإصابات في الرأس جراء سقوط الحطام، "نفعل ما بوسعنا، لكن لا يوجد عدد كاف من أطباء العظام".

وما زاد من تفاقم الأزمة مقتل طالبي طب في المستشفى عندما انهار المنزل الذي كانا يقطنانه بعد الزلزال، وقال إيبوليت، الذي حاول إخراج زميليه من تحت الأنقاض دون جدوى، إن الوضع خارج بوابات المستشفى غير مبشر أيضاً، "فالناس بحاجة للعون، فلا مياه في المدينة ولا طعام، إنهم ينامون في العراء.. الناس خائفون حقاً".

ولفتت الصحيفة إلى أن سلطات الدفاع المدني قالت إن الزلزال دمر ما لا يقل عن 13 ألف منزل وأصيب قرابة ستة آلاف شخص، وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، اليوم الإثنين، إن فرق البحث والإنقاذ التابعة لها كانت تُنقل جواً إلى ليس كاييس بطائرة هليكوبتر، برفقة كلاب بوليسية مدربة على تحديد مواقع الضحايا المحاصرين في المباني المنهارة.

وقال توماس جين فيرلين، وهو مدرس من سكان ليس كايس: "في الوقت الحالي، أصيب الناس بصدمة نفسية لأنهم لا يعرفون ما سيحدث في الساعات أو الأيام أو الأسابيع القادمة، وعمّت بينهم حالة من الذعر، لذا أعتقد أن 90٪ من السكان بحاجة إلى علاج نفسي".

وزار رئيس وزراء هايتي، أرييل هنري، الذي يقود البلاد منذ اغتيال رئيسها جوفينيل مويس، المدينة المنكوبة أمس الأحد، وقال لصحيفة "ميامي هيرالد": "لا تزال هناك جثث تحت الأنقاض"، لافتاً إلى أن عدد القتلى قد يرتفع.

وأردف: "في رأيي، العدد [الحالي] ليس بعيداً عن المحصلة النهائية، لكن لا يمكنني الجزم بذلك على وجه اليقين".

وقال السناتور الهايتي جوزيف لامبرت للصحيفة: “عمت الفوضى، ومن المؤكد أننا سنشهد في الأيام القادمة مشاكل صحية ضخمة ونقصاً في الغذاء ومجاعة".

عندما ضرب زلزال السبت هايتي كانت تعاني بالفعل من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية عميقة، وصلت إلى ذروتها في 7 تموز/يوليو الماضي بمقتل رئيسها. وبعد نحو ستة أسابيع من هذا الهجوم الوقح على المقر الرئاسي - الذي يُزعم أن فريقاً من الجنود الكولومبيين المتقاعدين نفذه – لا يظن أحد أنه جرى تحديد العقول المدبرة الحقيقية إلا قلة من الناس، ناهيك عن القبض عليهم. وتتزايد الشكوك حول مسألة إجراء الانتخابات العامة من عدمه، والمقرر إجراؤها في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال جوناثان كاتز، الصحفي الأمريكي الذي غطى زلزال هايتي عام 2010، وكتب كتاباً عن الاستجابة الدولية السيئة، "هاييتي في حال ميؤوس منه بدرجة لا تصدق".

وأضاف إنه حتى قبل الاغتيال، كانت هايتي "دولة بدون حكومة"، والآن، لم يكن لدى الهايتيين خيار سوى مواجهة الأزمة من خلال الاستعانة بما يبدو أنه مخزونات لا تنضب من التضامن والاعتماد على النفس، "وحالها بالويل".

المصدر: صحيفة الغادريان