الرصد العسكري

البحرية الأمريكية تشكل فرقة عمل مزودة بطائرات مسيرة حديثة في الشرق الأوسط وسط توترات مع إيران

8 أيلول 2021 21:04

نقلت وكالة "أسوشييتد برس" أن الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، ومقره في الشرق الأوسط، أعلن اليوم الأربعاء أنه سيبدأ بتشكيل قوة عمل جديدة تضم طائرات مسيرة محمولة جواً وبحراً وتحت الماء، بعد سنوات من الهجمات البحرية المرتبطة بالتوترات المستمرة مع طهران.

ورفض مسؤولو البحرية تحديد الأنظمة التي سيقدمونها من مقارهم الواقعة في البحرين، لكنهم وعدوا بأن الأشهر المقبلة ستشهد توسيع قدرات الطائرات المسيرة عبر منطقة ذات أهمية كبيرة من حيث إمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.

وقال قائد الأسطول الخامس براد كوبر: "نعتزم وضع مزيد من الأنظمة البحرية فوق البحر وتحته، إذ إننا نريد تشديد المراقبة على ما يحدث هناك"، وأضاف "أعتقد أن البيئة تناسبنا حقاً للتجربة والتحرك بشكل أسرع. ونظن أنه إذا كان بإمكان الأنظمة الجديدة العمل هنا، فمن المحتمل أن تعمل في أي مكان آخر، ويمكننا توسيع نطاقها عبر أساطيل أخرى".

يطوّق الأسطول الخامس مضيق هرمز الحيوي، إذ إنه الممر الضيق للخليج العربي الذي يمر عبره 20٪ من إجمالي النفط، ويمتد حتى البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس في مصر، فهي الممر المائي الذي يربط الشرق الأوسط بالبحر الأبيض المتوسط، ومضيق باب المندب قبالة اليمن.

وأوضحت الوكالة أن الأنظمة التي تستخدمها فرقة العمل 59 الجديدة، التابعة للأسطول الخامس، ستشمل بعضاً من الأنظمة التي شاركت في اختبار نيسان/أبريل بقيادة أسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية، والتي تضمنت طائرات مسيرة فائقة التحمل للمراقبة الجوية، وسفناً من طراز "سي هوك" و"سي هنتر"، وطائرات مسيرة تحت-مائية أصغر حجماً تشبه الطوربيدات.

كما يسيطر الأسطول الخامس على مناطق المياه الضحلة والمياه المالحة، والمناطق التي قد تتجاوز درجات الحرارة فيها صيفاً 45 درجة مئوية، مع رطوبة عالية، لذا قد يكون ذلك صعباً على السفن المأهولة، ناهيك عن تلك التي تعمل عن بعد.

شهدت هذه المنطقة سلسلة من الهجمات في البحر في السنوات الأخيرة، إذ تسببت قوارب محملة بالقنابل والألغام التي جرفها الحوثيون في اليمن بإتلاف سفن وسط الحرب التي استمرت سنوات في ذلك البلد، كما استولت القوات الإيرانية على ناقلات نفط بالقرب من الإمارات ومضيق هرمز.

كما استهدفت انفجارات مريبة سفناً في المنطقة، تتراوح بين ناقلات مملوكة لشركات غربية وسفن مرتبطة بإسرائيل وسفن إيرانية، وأصبحت تلك الهجمات جزءاً من حرب الظل التي تدور رحاها في جميع أنحاء المنطقة، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 بالانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، حتى إن إيران أسقطت طائرة أمريكية مسيرة وسط التوترات.

وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إنه على استعداد للرجوع إلى الاتفاق، توقفت المفاوضات في فيينا، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال وقوع مزيد من الهجمات من الجانب الإيراني ومن الجانب الإسرائيلي، المشتبه الأول في حوادث استهدفت سفن الشحن الإيرانية وبرنامج إيران النووي.

واعترف كوبر بالتوترات في تصريحاته للصحفيين اليوم الأربعاء، لكنه رفض الخوض في التفاصيل، وقال "نحن ندرك تماماً موقف إيران، وسنكون مستعدين للتعامل مع ذلك بشكل مناسب. سأتوقف عند هذا الحد".

ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على سؤال للتعليق على فرقة البحرية الجديدة، لكن إيران تدير أسطولاً من الطائرات المسيرة، ونشرت سابقاً مقاطع فيديو لحاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة التقطت عبر طائراتها المسيرة.

وقال الجيش الأمريكي أيضاً إن شظايا خلفها هجوم في تموز/يوليو تموز قبالة سلطنة عمان أسفر عن مقتل شخصين على متن سفينة مرتبطة بإسرائيل تتوافق مع طائرات مسيرة عسكرية إيرانية.

وكالة أسوشييتد برس