الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي يستقبل نفتالي بينيت في شرم الشيخ اليوم الاثنين

أخبار

نفتالي بينيت: علاقتنا بمصر كانت أساساً لاتفاقات إسرائيل مع الدول العربية الأخرى

13 أيلول 2021 22:28

استضاف الرئيسُ المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيسَ حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في شرم الشيخ، اليوم الاثنين، في قمة وصفتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية بالـ "دافئة جداً"، لافتة إلى أن هذا الاجتماع يمثل "أول زيارة علنية لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ أكثر من عقد، منذ التقى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في عام 2011".

علم الاحتلال تصدر المشهد

وقال متحدث باسم الرئاسة المصرية قبيل المحادثات إن "الزعيمين سيناقشان القضايا الثنائية المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل وجهود إحياء عملية السلام والتطورات الأخيرة في المنطقة والساحات الدولية".

ولفتت الصحيفة إلى أن بينيت دُعي "لزيارة مصر واللقاء مع السيسي الشهر الماضي، خلال اجتماع عقده مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القدس"، وقبل الدعوة من أجل "تعزيز وتوسيع العلاقات بين دول المنطقة".

وذكرت أن أكثر ما أثار الدهشة هو أن "العلم الإسرائيلي وضع خلف بينيت، على عكس الاجتماعات السابقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري"، إذ قال السفير الإسرائيلي السابق في مصر، إسحاق لفنون: "نشهد إعلاناً رسمياً على لسان المتحدث باسم الرئيس المصري، ولم نر هذا منذ بعض الوقت، وهذا الموقف يعبر عن: هذا رئيس وزراء، ورئيس، وكل شيء طبيعي، وكل ذلك حسب البروتوكول. هذا الأمر الجديد هنا".

بناء علاقات متينة

وبحسب وكالة "سبوتنيك"، قال بينيت في البيان الذي أعقب اللقاء إنه "أنهى زيارة أولى عند الرئيس المصري"، مضيفاً: "صنعنا خلال اللقاء، في مقدمة الأمر البنية التحتية لإقامة علاقة متينة، تمهيداً لمواصلة الاتصالات بيننا".

وتابع: "بحثنا سلسلة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والسبل لتعميق العلاقات وتعزيز مصالح بلدينا. إسرائيل باتت تنفتح على دول المنطقة والأساس للاعتراف طويل الأمد هذا هو السلام بين إسرائيل ومصر. لذا علينا في الطرفين بذل جهود لتعزيز هذه العلاقات وهذا ما قمنا به اليوم".

وختم البيان بالتأكيد على أن اللقاء بحث سلسلة من الملفات. بما فيها سبل تعميق وتعزيز التعاون بين البلدين، وخصوصاً توسيع رقعة التجارة المتبادلة، بالإضافة إلى التطرق لسلسلة من القضايا الإقليمية والدولية.

الدور المصري

وأكد السيسي خلال اللقاء على "دعم بلاده لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وبما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة"، وذلك تبعاً لبيان صدر عن الرئاسة المصرية.

وشدد الرئيس المصري في اللقاء على "أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، إلى جانب ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة".

وتأتي زيارة بينيت لمصر وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، في ظل غارات جوية إسرائيلية وهجمات صاروخية من القطاع باتجاه الأراضي المحتلة.

وحاولت القاهرة في الأشهر الأخيرة أن تلعب بشكل علني دور الوسيط المسؤول والفعال بين دولة الاحتلال وحماس، ولعبت دوراً محورياً في التفاوض على وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب أيار/مايو السابق بين إسرائيل وغزة بعد 11 يوماً، وعملت منذ ذلك الحين للدفع نحو وقف إطلاق نار طويل المدى بالإضافة إلى تبادل للأسرى بين إسرائيل وحماس.

محادثات سلام

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية، ومقرها لندن، أن السيسي كان يقود حملة لإطلاق محادثات سلام بين حكومة الاحتلال والحكومة الفلسطينية، وقالت في تقريرها إن "مصر ستستضيف مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وأمريكيين وأوروبيين وعرب لمناقشة الاقتراح، بعد أيام من استضافة السيسي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لإجراء محادثات".

حصار غزة

وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، شكر رئيس حكومة الاحتلال، في بيان عقب الاجتماع، السيسي على دور مصر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في قطاع غزة ومساعدتها للمفقودين الإسرائيليين والأسرى من الصراع، مضيفاً إن "العلاقة طويلة الأمد بين مصر وإسرائيل كانت أساساً لاتفاقات إسرائيل الأخيرة مع الدول العربية الأخرى".

وأفادت الوكالة إنه "على مدى نحو عقد من الزمان، عقد المسؤولون الإسرائيليون اجتماعات سرية مع نظرائهم العرب، لم يُعلن عن بعضها إلا بعد عقدها، وكانت مصر عام 1979 أول دولة عربية تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل".

وأضافت: "كان الاجتماع بمثابة دفعة لبنيت، الذي تولى منصبه في حزيران/يونيو الفائت، وما زال يحاول إثبات كفاءته في السياسة الخارجية، فيما وصف سلفه نتنياهو نفسه بأنه رجل دولة عالمي، مع أنه عجز عن عقد لقاء علني مع الرئيس المصري".

ونقلت الوكالة عن سعيد عكاشة، المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله إنه "لم يكن من الممكن تصور لقاء أكثر علنية بين السيسي ونتنياهو في ضوء سياساته المعادية للفلسطينيين".

وأضاف: "مع ذلك، لا توجد ضغائن بين مصر وبينيت، فمصر مستعدة للاستماع إلى صوت إسرائيلي جديد خاصة في ظل التوترات الإقليمية".

وبحسب عكاشة، وجدت مصر وإسرائيل نفسيهما في كثير من الأوقات على الجانب نفسه من نزاع إقليمي أوسع مع الخصمين، إيران وأحياناً تركيا، وإن "السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه أن يمنح إيران وتركيا صراعات أقل لممارسة نفوذهما".

وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل "فرضت، بمساعدة مصر، حصاراً مشدداً على غزة، وخاضت إسرائيل وحماس أربع حروب، كان آخرها في شهر أيار/مايو السابق، وتعمل مصر في غالب الأحيان كوسيط بين العدوين. ونجحت في الحرب الأخيرة بالتوسط في وقف إطلاق النار".

وتحاول مصر التوسط للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وحماس، لكن يبدو أن هذه الجهود واجهت مشاكل في الأسابيع الأخيرة. وطالبت حماس برفع الحصار الذي دمر اقتصاد غزة. وتريد إسرائيل من حماس إطلاق سراح مدنيين إسرائيليين أسرى وإعادة رفات جنديين قتلا في حرب 2014.

وفي الآونة الأخيرة، ومع تصاعد التوترات في قطاع غزة، أثار هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن إسرائيلي شديد الحراسة إشادة العديد من المصريين، لكن خلال الأيام القليلة الماضية، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة من الهاربين، ورداً على ذلك، أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة عدة صواريخ على الأراضي المحتلة، تبعها غارات جوية إسرائيلية.

تايمز أوف إسرائيل+ سبوتنيك + أسوشييتد برس