ظلت مسألة استئناف مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني بين أخذ ورد، رغم دعوات دولية متكررة، ومماطلة أمريكية ضيعت الكثير من الفرص، إلى أن حددت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الثلاثاء، موعداً لبدئها.
العودة إلى الاتفاق النووي
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أمس أن "مفاوضات فيينا ستعاود نشاطها خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، وأن مجموعة "4+1" الدولية أحيطت علماً بهذا الخصوص.
وبيّن خطيب زادة أن تلك المفاوضات "تشكل إحدى القضايا الرئيسية خلال المباحثات الثنائية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة 4+1"، لافتاً إلى أن "ليس جميع وزراء خارجية هذه المجموعة موجودين في نيويورك".
وأشارت وكالة "إرنا" الإيرانية إلى توقع وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، عقد القوى العالمية وإيران اجتماعاً على هامش المؤتمر السنوي لمنظمة الأمم المتحدة في فيينا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، رغبة بلاده في استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في أقرب وقت.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين الفائت، أن "الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني".
كما أعرب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، عن "دعمه لإحياء الاتفاق النووي"، ما يضاف إلى تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه الخاص، على رغبته في "العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات"، وتشديده على أنه "سيفعل كل شيء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".
أمور عالقة
ورأى المحلل السياسي الإيراني عماد ابشناس أنه خلال الأسابيع الماضية "كانت الحكومة الجديدة في إيران تستقر، وتم تعيين السياسات الجديدة والشخصيات التي سوف تتسلم مسؤولية هذه المناصب".
وقال في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إن "أحد الأمور العالقة كانت الاختلافات على ضرورة إعادة ملف المفاوضات النووية للمجلس الأعلى للأمن القومي، أو إبقائها بيد الخارجية، ويبدو أنه مع تعيين أحد الشخصيات المقربة جداً من رئيسي، وهو علي باقرب كني، نائباً لوزير الخارجية بدل عباس عراقتشي، حسم الموضوع بإبقاء ملف المفاوضات في يد الخارجية".
وأضاف: "إذا ما كانت الولايات المتحدة جادة بتنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، حتى يمكن اعتبار الجلسة السابعة في فيينا جلسة الوصول إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف".
ورأى أنه "في حال عادت الولايات المتحدة للتلاعب في سير المفاوضات وكانت تريد إضافة مواضيع أخرى مثل الصواريخ الإيرانية والنفوذ الإقليمية، فبالتأكيد لن يصلوا إلى أي نتيجة".
تضييع الفرص
وأوضح المحلل السياسي الإيراني صادق الموسوي أن "موقف طهران رغم اختلاف الأدبيات والعناوين والعبارات ثابت، وأمريكا هي التي نكثت عهودها وخرجت من الاتفاق، ويجب أن تعود للاتفاق النووي أولاً".
وقال لـ "سبوتنيك"، إن "المماطلة الأمريكية تضيع الفرص عليها، فبعد أن كانت الأمور شبه منتهية في محادثات فيينا، وقبل أن يأتي الرئيس الإيراني الجديد السيد إبراهيم رئيسي، ماطلت أمريكا وضيعت الفرصة عليها، والآن أيضاً تماطل وتضر نفسها".
وأردف: "إيران ماضية في طريق التقدم بكل الجوانب المختلفة، خاصة الجانب النووي، فكانت تحت الـ 5% والآن باتت قريبة من الـ 90% فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وكل تأخير من شأنه أن يحسن شروط إيران ويضر بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى".
وشدد على أن "إعلان إيران استعدادها لاستئناف التفاوض في فيينا، مشروط بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية على إلغاء العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".
المصدر: وكالة سبوتنيك