سعيد خطيب زاده: على الإدارة الأمريكية أن تحدد إن كانت ستحافظ على إرث ترامب أم لا

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في حديث خاص لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أن أوروبا انتهكت الاتفاق النووي كما الولايات المتحدة، مضيفاً إن "إيران لن تقبل بأكثر من خطة العمل المشترك الشاملة أو اقل من البنود المتعلقة برفع الحظر".

وقال خطيب زاده، معقباً على تصريحات وزير الخارجية الإيراني بشأن استئناف المفاوضات النووية في مستقبل قريب: إن "ما صرح به وزير الخارجية الإيراني في نيويورك هو الذي أُعلن منذ تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة"، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة هي التي ستجري المفاوضات، وأكد أن "الإيرانيين أثبتوا أنهم يتحلون بدقة في إجراء المحادثات وهم ملتزمون بتنفيذ ما تم التوقيع عليه".

وبيّن أن وزير الخارجية أشار في تصريحه إلى أمرين؛ أولهما أن "إيران تدرس كيفية مواصلة المفاوضات وهي التي ستجري حتماً"، وثانيهما يشمل "مناقشة أبعاد وتفاصيل المفاوضات التي جرت لحد الآن من أجل أن تكون المفاوضات القادمة فاعلة".

وتساءل عن سبب "عدم تمخض هذه المفاوضات عن نتيجة، ما يستدعي مناقشة أهم النقاط المتوقعة من الطرف الآخر، والتي لم يتم تنفيذها لحد الآن"، في إشارة إلى ستة جولات من المفاوضات في فيينا.

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق

وفي سياق آخر، تطرق خطيب زاده في تصريحاته إلى الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي، قائلاً إن "أمريكا هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وتسببت في معاناة الشعب الإيراني وكبدت الاقتصاد الإيراني أضرار تقدر بمليارات دولار، كما أنها لم تفرض العقوبات على إيران فحسب، بل طالت هذه العقوبات الحلفاء الذين كانوا يرغبون في التجارة مع إيران".

وأردف قائلاً: إن "أمريكا دخلت المفاوضات النووية في فيينا بنفس المنطق الذي كان سائداً في فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، ودعا الإدارة الأمريكية أن "تتخذ قرارها السياسي كي يتضح إن كانت تريد الحفاظ على تراث ترامب أم أنها ترغب في تراث يعمل بايدن على بنائه".

وفيما يتعلق بالاتهامات الأوربية لإيران بشأن عدم التزامها بما ينص عليه الاتفاق النووي، أكد خطيب زاده أن إيران "خفضت مستوى تعهداتها، غير أنها التزمت بمعاهدة إن بي تي".

علاقات إيران بدول الجوار

وعلق خطيب زاده على دور إيران في المنطقة والأوضاع الراهنة فيها بالقول إن "سوريا تحولت إلى جنة للإرهابيين، وحضور إيران في سوريا يعود إلى طلب الحكومة السورية، كما أن روسيا متواجدة هناك"، مشيراً إلى أن ليس لدى إيران "قاعدة في سوريا ولا تعمل على بناء قاعدة عسكرية هناك" وإلى أن "علاقات إيران مع سوريا هي علاقات استراتيجية".

ووصف علاقات إيران مع العراق بأنها "علاقات تاريخية ومتعددة الأطراف"، مبيّناً أنه "لولا إيران لكان تنظيم داعش احتل أربيل، ولكن هذا لا يعني أن إيران تمتلك قاعدة عسكرية في العراق بل أنها تعمل على إرساء الأمن في المنطقة".

وفي الشأن الأفغاني، أشار خظيب زاده إلى مطالب "طالبان" وتوقعاتها من المجتمع الدولي وموقف إيران تجاه ذلك، مشدداً على ضرورة أن "ننتظر لنرى مدى التزام طالبان بما أعلنته وهل ستقوم بتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان مع أخذ حقوق مختلف أطياف الشعب الأفغاني بعين الاعتبار".

ولفت أيضاً إلى ضرورة تحديد "الخطوط الحمراء، وأحد أهم هذه الخطوط أن تكون أفغانستان بعيدة عن التطرف وألا تتحول إلى جنة لداعش ومصدراً لتهديد دول الجوار ودول العالم، وألا تتحول إلى قاعدة لأي دولة أجنبية".

وكالة إرنا