عقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤتمره العام في دار سعادة الثقافية والاجتماعية في ضهور الشوير بمشاركة أعضاء عبر الإنترنت من مختلف بلدان العالم، بالتزامن مع عقد اجتماع في مجمع صحارى في دمشق ناقش ورقة العمل ورفع مجموعة من المقترحات والتوصيات إلى هيئة مكتب المؤتمر العام.
افتتح رئيس هيئة مكتب المؤتمر، الأمين حنا الناشف، نشاطات المؤتمر باسم سوريا وسعادة، من ثم فتح باب الترشيحات لرئاسة وعضوية هيئة مكتب المؤتمر، ففاز بالتزكية نور غازي رئيساً لهيئة المكتب والأمين لبيب سليقا نائباً له، والأعضاء: حسين حجازي وأليسار عبد الخالق وسيمون حاجوج نواميس، على أن تتسلم الهيئة الجديدة مهامها في نهاية المؤتمر.
توحيد الحزب
واستعرض الناشف في كلمته الجهود المبذولة لتوحيد الحزب، وقال: "ينعقد هذا المؤتمر ليدفعنا باتجاه وضع النقاط على الحروف فتصبح أوضح. نراجع فيه أعمالنا فنطور الناجح منها ونستدرك إخفاقاتنا لنحولها إلى نجاحات ترسخ وحدة الحزب وأقولها صادقاً وحازماً بأن قدرنا هو الوحدة، ليكون لنا حزب قوي وقادر وفاعل، أما شق الحزب فهو غاية كل أعدائه بهدف تحقيق ضعفنا وعجزنا. وإذا كان لا يمكن لأي منا أن يكون الزعيم سعادة، إلا أنه بإمكاننا أن نتمثل به".
وبين أن سعادة كان "مدرسة للصدق والإباء والصراع من أجل البناء والتقدم. وعلى الرغم من مرور أكثر من ستين سنة على استشهاده ظل حزبنا يصارع للبقاء على قيد الصراع والبناء كما أراده سعادة، ونحن معنيون اليوم بالعمل على تثبيت قسم النهضة والصراع".
وأضاف إن هذه المؤتمر يتيح فرصة لتسليط الضوء على "ما نريد، وفرصة لوضع خطة طريق لأمل جديد ومستقبل واعد، ولا يقولنّ أحد بأننا في هذا المؤتمر نشق الحزب، فالحزب في حالة انشقاق منذ انتخابات 13 أيلول وما تلاها من طعون ومن تجاهل لها، وعلينا ألا نمارس دور النعامة بإخفاء رأسها في الرمال. لقد كان كل دأبنا وجهدنا، وكل وقتنا مخصصاً لإزالة حالة الانشقاق، ولإعادة الوحدة إلى الحزب، وسيبقى هدفنا وحدة الحزب".
وبعد أن فرغ من كلمته، تلا الناشف ورقة المؤتمر والتي تضمنت اقتراحات وتوصيات دستورية وإذاعية وثقافية وإعلامية وتربوية واقتصادية إلى المقدمة السياسية.
رئيس الحزب
وشهد المؤتمر عشرات المداخلات استهلها رئيس الحزب، الأمين وائل الحسنية، بعرض موجز للجهود التي بذلتها القيادة الحزبية في سبيل الوصول إلى مؤتمر جامع، إذ أكد أنه "جرى تأجيل موعد انعقاد المؤتمر 6 مرات، تجاوباً مع مساعي الحليف القومي الذي أبدى حرصاً وبذل جهداً من أجل وحدة الحزب"، مشيراً إلى أن "هذا المؤتمر سيكرس ثابت السعي إلى وحدة الحزب، وهذا الثابت سيكون الشغل الشاغل للقيادة الجديدة".
رئيس المجلس الأعلى
وقدم رئيس المجلس الأعلى، الأمين أسعد حردان، في مداخلته إحاطة سياسية "للوضع العام في أمتنا"، لافتاً إلى حجم التحديات الكبيرة، ومعتبراً أن "للحزب السوري القومي الاجتماعي دوراً رئيسياً في مواجهة هذه التحديات".
وأردف: "في خضم الأحداث، هناك ضرورة لأن ندفع باتجاه تفعيل ما نراه مصلحة لشعبنا وبلادنا، وإذا كنا خلال السنوات المنصرمة قدمنا مبادرة قيام مجلس تعاون مشرقي للتساند القومي بين دول المشرق، فإننا في هذا المؤتمر يجب أن نحول المبادرة إلى فرصة أكيدة لتحقيق هذا الهدف، ولتقويض كل الضغوط وأشكال الحصار التي تمارس على أمتنا".
وأضاف: "نحن معنيون بتحمل مسؤولياتنا تجاه شعبنا، وصونا لقضيتنا، وهذا يملي علينا تأكيد المؤكد تمسكا بثوابتنا وخياراتنا، وثباتاً على نهج الصراع والمقاومة لدحر الاحتلال والإرهاب".
وختم بالتأكيد على أن "ما تضمنته أوراق عمل المؤتمر من مقترحات وأفكار، كلها جديرة بالبحث والمناقشة والإقرار، وميزة حزبنا أن العقل مشدود دائماً إلى فكرة التحديث والتطوير والبناء والارتقاء. فلنعمل في هذا الاتجاه ولنخرج بتوصيات تصب في مصلحة تعزيز دور الحزب وحضوره".
رئيس الحزب السابق
وتحدث رئيس الحزب السابق، الأمين فارس سعد، عن أهمية المشاريع الاقتصادية والتنموية، مستعرضاً تجارب سابقة في هذا الصدد، ومشدداً على "ضرورة وضع خطة متكاملة للشروع في وضع هذا الأمر على سكة التنفيذ"، وسلط الضوء على "ضرورة الاستثمار في الطاقات والكفاءات الحزبية الفاعلة والمنتجة في الأمة وعبر الحدود".
وفي اجتماع دمشق، تلا وكيل عميد الداخلية، الأمين أسعد البحري، ورقة العمل، وتمت مناقشتها من قبل عدد من الأمناء والأعضاء. وبعد أن أنهى المؤتمر أعماله في اليوم الأول، شكلت لجنة لصياغة المقررات والتوصيات، وخصص اليوم الثاني لإعداد التوصيات والمقررات.
وأبرز التوصيات التي تبناها المؤتمرون:
- تأكيد ثبات الحزب القومي على نهج الصراع وخيار المقاومة والاستمرار في خوض معركة المصير والوجود لتحرير كل أرضنا وصون حقنا القومي، ورفض ومواجهة كل أشكال ما يسمى التطبيع مع العدو الصهيوني، وتعميم ثقافة المقاومة ودعوة كل شعبنا وكل الشعوب العربية إلى الوقوف بوجه سياسات التطبيع.
- تأكيد التحالف الوثيق مع كل قوى ودول المقاومة وتزخيم المبادرة التي أطلقها الحزب لقيام مجلس تعاون مشرقي لتحقيق التساند القومي على المستويات كافة.
- استمرار الوقوف إلى جانب الجمهورية العربية السورية التي لم تتخل يوماً عن فلسطين.
- ثبات الحزب على تحالفه مع الشام، في مواجهة الاحتلال الصهيوني على أرض لبنان والشام.
ويجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر اليوم أن يلتئم المجلس القومي في موعده الدستوري في دار سعادة الثقافية والاجتماعية لانتخاب أعضاء المجلس الأعلى وهيئة منح رتبة الأمانة، غير أن نصاب الأكثرية لم يتوفر، وأرجئت الانتخابات بمن حضر إلى الأحد المقبل في 10 الحالي، عند العاشرة صباحا وفي نفس المكان.
الوكالة الوطنية للإعلام