أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب له اليوم الإثنين، أهمية إجراء الانتخابات النيابية في لبنان في موعدها، مشيراً إلى عدم وجود مؤشر لدى الحزب أن أحد الأطراف في لبنان يريد تأجيل الانتخابات.
ورأى نصر الله أنه لا يوجد "تكافؤ فرص في الترشيح أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الاغتراب، وخصوصاً ما يتعلق بحزب الله، مبيناً أنه لن يتاح للحزب في بلاد الاغتراب والانتشار القيام بحملات انتخابية ولا حرية انتخاب، لافتاً في المقابل إلى أنه "طالما أن الظلم واقع خاصة على حزب الله، وهناك مصلحة وطنية، فسنؤيد مبدأ اقتراع المغتربين".
وتطرق نصر الله إلى سن الاقتراع لدى الشباب اللبناني، وأسف أن معظم الكتل كانت ترفض تعديل سن الاقتراع داخل جلسات مجلس النواب، مؤكداً أن حزب الله عمل جدياً من أجل تعديل دستوري لتعديل سن الاقتراع وتخفيضه إلى 18 سنة.
وتناول أزمة الكهرباء في لبنان، فشكر قيادة الجيش اللبناني على الحل المؤقت لتأمين استمرارية التيار الكهربائي، ودعا الحكومة لأن تجتمع بشكل متواصل للوصول إلى حل، مؤكداً بأن الأولوية اليوم هي للكهرباء للوصول إلى حل جذري أو وضع الكهرباء على سكة الحل.
وأشار إلى أن المسؤولين اتجهوا بدل ذلك إلى تقاذف المسؤوليات وتبادل الشتائم "بالطريقة اللبنانية السائدة" ليدخل الناس في متاهة.
وأوضح بأن هناك عروضاً متنوعة من الشرق والغرب لحل مشكلة الكهرباء في لبنان ويجب حسم الموضوع، لكن المسؤولين لا يجرؤون على إغضاب الولايات المتحدة، داعياً إلى الرد على العرض الذي قدمه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لحل مشكلة الكهرباء في لبنان، وذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان أن إيران مستعدة لبناء معملين للطاقة الكهربائية في لبنان.
وأشار إلى أن هناك شبهة في ملف الكهرباء، ودائماً ما يتم الحديث عن الخصخصة وعن بيع بعض القطاعات في القطاع العام، مبيناً أن هناك خشية أن يكون المطلوب في مكان ما أن ينهار قطاع الكهرباء وألا تكون الدولة قادرة على الحل وتبدأ المطالبة من الناس بالخصخصة.
وانتقل نصر الله إلى ملف المازوت الإيراني، حيث أشار إلى أننا ما زلنا نسمع اعتراضاً على دخول قوافل المازوت والمحروقات. وذكر بأنه في مسألة المازوت نعتبر أنفسنا ما زلنا في المرحلة الأولى ونعتبر أنها تستمر حتى تشرين الأول، وفي عناوين بيع المازوت أضفنا عنوان الصيادين وقد باشرنا بذلك وقد أصفنا هذه الشريحة إلى الشرائح التي ستباع لهم المادة.
وأكد أن المرحلة الثانية من جلب المازوت ستبدأ في تشرين الثاني ضمن عنوان التدفئة للعائلات، مذكراً بأن عنوان التدفئة كبير وبحاجة لدراسة وضوابط وآلية توزيع مختلفة نتكلم عنها قبل بداية تشرين الثاني، وأيضاً يمكن أن ندخل عناوين إضافية لها علاقة بموسم الشتاء. وأوضح بأنه سمع كلاماً بأن تشتري الدولة المازوت من إيران، ونحن نؤيد ذلك ونحن نضمن للدولة التسهيلات اللوجستية، وإذا قامت الدولة بشراء المازوت من إيران بعد تأمين الاستثناء من أمريكا سننسحب من الملف نهائياً.
كما تناول نصر الله في كلمته قضية التحقيقات بمرفأ بيروت، فأعاد التذكير بأن حزب الله يريد التحقيق وللنهاية، ولن يتخلى عنه حتى لو تخلت العائلات عن التحقيق، ونحن نريد أن نصل إلى نتيجة بملف التحقيق بالمرفأ ونريد نتيجة واضحة، مذكراً بأن القاضي السابق بتحقيقات مرفأ بيروت فادي صوان ذهب إلى الاستنسابية والتسييس، كما أن المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار لم يستفد من أخطاء سلفه بل ذهب أيضاً إلى الاستنسابية والتسييس، إذ إنه يعمل بالسياسة ويعمل بالاستهداف السياسي ولا يريد أن يصل إلى الحقيقة بملف انفجار مرفأ بيروت.
وشدد على أن القاضي بيطار لم يستمع إلى الرئيس ميشال عون ولا إلى الرئيس السابق ميشال سليمان، متسائلاً "هل سأل القاضي بيطار رؤساء الحكومات السابقين؟ هل هم مسؤولون أم غير مسؤولين؟ لكنه بدل ذلك توجه إلى رئيس الحكومة السابق حسان دياب؟ لماذا سألت الوزراء السابقين ولم تسأل الوزراء الحاليين؟ معتبراً أن الاستهداف في ملف انفجار مرفأ بيروت واضح، وبيطار يتعاطى على أنه الحاكم بأمره في الملف والأصل أن تقول لعوائل الشهداء كيف أتت الباخرة؟ وباسم من أتت الباخرة؟ وبموافقة من؟ أما أنت فذهبت إلى ملف رقم اثنين وهو الإهمال الوظيفي.
واتهم نصر الله القاضي بيطار بأنه يكبر ملف الإهمال الوظيفي رغم أننا مع المحاسبة فيه، لكن هناك كارثة كبيرة سيذهب إليها البلد إن أكمل القاضي بهذه الطريقة، مشدداً على أن مسؤولية القضاة أكبر من الرؤساء ومسؤولية القضاة أكبر من مسؤولية الوزراء ومسؤولية القضاة أكبر من مسؤولية النواب لأنهم هم من أعطوا الموافقات لإفراغ باخرة النترات.
وأضاف إن القضاء يريد أن يحمي نفسه لكن رئيس وزراء محترم مثل حسان دياب يريد أن يجلبه القاضي بيطار إلى السجن، هل هذه دولة قانون؟ وهل هذه دولة قضاء؟ ونحن لدينا إشكالات حول الملف وما يحصل خطأ كبير جداً ولن نصل إلى الحقيقة في التحقيقات، وهذا لا يعني أن نحن مع وقف التحقيقات.
ووجه نصر الله نداءً إلى مجلس القضاء الأعلى بأن ما يحصل في ملف انفجار المرفأ لا علاقة له بالعدالة أو القانون وعليه أن يحل الأمر، وإذا لم يقم بذلك على مجلس الوزراء أن يقوم بحل هذا الأمر، ونحن نتكلم باسم شريحة كبيرة في هذا البلد ومن حقنا أن تجيبوا علينا.
وعن تفجير مسجد في أفغانستان، قال نصر الله إنه أمر مؤلم وأي إنسان يتألم له ونشارك العائلات المظلومة حزنها ونحن ندين ما جرى ومن قام بهذه الجريمة هو تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، ورأى أن الولايات المتحدة وسياساتها تتحمل مسؤولية كل الدماء التي سفكت في أفغانستان. لافتاً إلى أن واشنطن حضّرت مرحلة ما بعد الانسحاب خلال مفاوضاتها مع طالبان وهي جر أفغانستان إلى حرب أهلية.
الميادين + النشرة