أخبار لبنان

أحداث الطيونة تربك خصوم حزب الله.. جنبلاط مستاء والحريري محرج

19 تشرين الأول 2021 08:50

دخل لبنان منعطفا خطيرا بعد أحداث الطيونة التي أطلق فيها حزب القوات اللبنانية النار على أنصار حزب الله وحركة أمل المتظاهرين سلميا للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، مما تسبب بحال من الإرباك الشديد حتى في صفوف حلفاء جعجع الذين وقفوا عاجزين عن تبن هذا العمل الإجرامي رغم مصالحهم مع القوات اللبنانية والضغوط الخارجية عليهم.

واعتبر موقع الأخبار اللبنانية بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لا يخشى شيئا كما يخشى التطورات الأمنية في الداخل، وهو ليسَ القلق سياسياً بل وجودياً أيضاً.

وأوضح الموقع بأن جنبلاط قبل حادثة الطيونة كان في طليعة المدافعين عن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وبعدَ كمين الطيونة صار عمل البيطار بالنسبة لجنبلاط يشوبه خلل إجرائي، منذ ذلك اليوم، لم يعد يستطيع أن يقف في مساحة مريحة ليطلق المواقف على حزب الله، فهذه المرة كان المستهدف أيضاً شريكه الكبير في زمن الحرب وزمن الحكم المستمر الرئيس نبيه بري، بالتالي لم يُعد بمقدوره اتخاذ موقف متذبذب، على رغم أن الضغوط عليه من الجانب السعودي كبيرة ويتولى نائبه وائل أبو فاعور تغذيتها يومياً، كما أنه ليس على وئام مع حزب الله هذه الأيام.

وأشار الموقع إلى استياء عين التينة من ردود فعل محيط جنبلاط بعد مجزرة الطيونة وخاصة تصريحات النائب وائل أبو فاعور، مما دفع جنبلاط الذي كان موجوداً خارج لبنان، إلى الطلب من الوزير السابق غازي العريضي التوجه إلى عين التينة لتوضيح الموقف وتأكيد وقوف جنبلاط إلى جانب بري، وهو عمد، بعد عودته، إلى عقد اجتماعات مع قيادات في حزبه وكتلته النيابية، وعبر عن «استياء كبير من المغامرة غير محسوبة النتائج» التي أقدم عليها جعجع، ثم تطرق إلى وجوب العمل على تصحيح مسار عمل القضاء في قضية انفجار مرفأ بيروت.

وبحسب معلومات موقع الأخبار، فقد استقبل جنبلاط مؤخرا شخصية سياسية على صلة بالسفارة السعودية في لبنان، أبلغته أن الوقت حان لتجديد التحالف الذي قام في 14 آذار 2005، ونقل مقربون من جنبلاط أن هذه الشخصية عكست مناخ اجتماعات عقدتها مع جعجع وتطرقت إلى وجوب قيام جبهة إسلامية - مسيحية ضد حزب الله، لكن جنبلاط – وفق المقربين منه – حذر ضيفه من خطورة هذا التقدير في الموقف وأن الأمور لا تسير على هذا النحو، مجدداً أنه منشغل هذه الأيام بمعالجة آثار الأزمة الاقتصادية والمعيشية على الدروز، ويسعى إلى منع وقوع فتنة بين الدروز أيضاً، وهو ليس في صدد الدخول في أي محور يقود إلى مشكلة كبيرة في البلاد، وأمس، زار جنبلاط بري في عين التينة، وأطلق مواقف مستنكرة لجريمة قتل المتظاهرين في الطيونة، داعياً إلى معالجة ملف التحقيقات في جريمة المرفأ.

كما لفت الموقع إلى غياب أي موقف من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي لا يتواصل إلا مع مجموعة صغيرة جداً، لتؤكد مصادر من المستقبل أن الحريري في موقف حرج جداً، إذ لا يمكنه أن يأخذ موقفاً حاداً من جعجع، في ظل ما يُسمع على لسان السفير السعودي في بيروت وليد البخاري من تبنّ لجعجع ودفاعاً عنه، ناهيك عن وضعه الشعبي المأزوم في ظل رفع صور جعجع في عدد من المناطق المحسوبة على تيار المستقبل، بخاصة في طرابلس وعكار، وقالت المصادر إن الحريري حتى الآن لم يلعب دوراً في القضاء فيما يتعلق بالبيطار، بعدَ أن صارَ الأخير خطاً أحمر لدى الأميركيين والفرنسيين.

المصدر: الأخبار اللبنانية