لفتت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية إلى أن الكويت والإمارات حذتا حذو السعوديين بإجراءات عقابية ضد لبنان، ما زاد الضغط على الدولة الصغيرة المنكوبة، والتي تحتاج بشدة إلى مساعدات خارجية لمساعدتها في تخفيف أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وعاد السفير السعودي لدى بيروت، وليد بخاري، بعد ظهر اليوم السبت إلى منزله، بعد أن استدعته حكومته.
وجاء رحيل البخاري بعد يوم من طرد السعودية لسفير لبنان لدى الرياض، وحظرها جميع الواردات من لبنان، وهي تشكل سوقاً ضخمة للمنتجات اللبنانية.
كما أتت هذه التحركات في وقت أعرب فيه أمين عام جامعة الدول العربية عن مخاوفه من تدهور العلاقات بين لبنان ودول الخليج بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على اتصال بمسؤولين أجانب طلبوا منه عدم التفكير في الاستقالة، وأنه على اتصال مع الأمريكيين للمساعدة في حل الأزمة.
ووصف قرداحي – خلال برنامج تلفزيوني صُوّر في آب/أغسطس الماضي وبث هذا الأسبوع – الحرب في اليمن بأنها عدوان، وبأنها حرب "عبثية"، مضيفاً إنها يجب أن تتوقف لأنه يعارض الحروب بين العرب.
ويشهد اليمن حرباً أهلية منذ عام 2014، عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد، ما أجبر الحكومة على الفرار إلى الجنوب، ثم إلى السعودية.
من ثم دخل تحالف تقوده السعودية الحرب في آذار/مارس 2015، بدعم من الولايات المتحدة، لمحاولة إعادة الحكومة إلى السلطة، لكن على الرغم من الحملة الجوية والقتال البري الشرس، تدهورت الحرب إلى حد كبير ووصلت إلى طريق مسدود، ونتج عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وزار قرداحي، مساء اليوم السبت، البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وبحث معه الأمر. ولم يتحدث قرداحي إلى الصحفيين بعد الاجتماع، ورفض في وقت سابق الاعتذار، قائلاً إن تصريحاته لا تعني أي إساءة للسعودية.
وفي وقت سابق اليوم، حذت الكويت حذو السعودية والبحرين بإصدار أوامرها للقائم بالأعمال اللبناني بمغادرة الإمارة في غضون يومين. وفي وقت لاحق، قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) على تويتر إنها ستسحب دبلوماسييها من لبنان تضامناً مع السعودية، ومنعت مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وفي بيروت، التقى عدد من المسؤولين الحكوميين، اليوم السبت، لمناقشة الأزمة التي من المحتمل أن يكون لها تداعيات كبيرة على لبنان. وبحسب بو حبيب، حضر الاجتماع لفترة وجيزة نائب رئيس بعثة السفارة الأمريكية ريتشارد مايكلز في وزارة الخارجية ببيروت.
قال بو حبيب عن الولايات المتحدة: “يمكنهم المساعدة في حل هذه المشاكل”.
ألغى بو حبيب زيارته إلى غلاسكو بإسكتلندا، إذ كان من المفترض أن يحضر قمة المناخ للأمم المتحدة، للتعامل مع الأزمة مع دول الخليج الغنية بالنفط. وقال إن ميقاتي سيتوجه إلى غلاسكو ليناقش الأزمة مع شخصيات أجنبية.
وقال الرئيس ميشال عون في بيان، اليوم السبت، إن لبنان يريد أفضل العلاقات مع السعودية وجيرانها.
وناقش عون وميقاتي أمس الجمعة القرار السعودي وطلبا من قرداحي اتخاذ "القرار المناسب"، في دعوة على ما يبدو للاستقالة على أمل أن يخفف التوتر.
وأدلى قرداحي بهذه التعليقات في برنامج تلفزيوني قبل اختياره للمنصب في أيلول/سبتمبر الماضي. وقرداحي مقرب من حركة مردة المسيحية حليفة حزب الله.
وصرح زعيم المردة سليمان فرنجية للصحافيين، اليوم السبت، بأن الأمر متروك لقرداحي ليقرر الاستقالة أم لا. وأضاف أن قرداحي اتصل به وسأله عما إذا كان يجب أن يستقيل "لكنني رفضت لأنه لم يرتكب أي خطأ. ما زلت مع أي قرار يتخذه".
وفي القاهرة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الأزمة التي سببتها تصريحات قرداحي أدت إلى "نكسة كبيرة" في علاقة لبنان بدول الخليج، وحث الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء على "اتخاذ الخطوات اللازمة" لتخفيف التوتر، لا سيما مع السعودية. ولم يذكر بالتفصيل الخطوات التي ينبغي اتخاذها.
كما دعا أبو الغيط المسؤولين الخليجيين إلى مراجعة الإجراءات التي قد تكون لها عواقب سلبية على اقتصاد لبنان المنهك أصلاً.
صحيفة هندوستان تايمز