أخبار لبنان

السعودية ترفض الحوار مع لبنان.. لا حلول في الأفق والغرب يدعم حكومة ميقاتي

3 تشرين الثاني 2021 09:36

يستمر التصعيد السعودي ومعه بعض دول الخليج ضد لبنان بحجة التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول حرب اليمن قبل أن يصبح وزيرا في الحكومة، السعودية التي ترفض الحوار قبل تنفيذ مطالبها يبدو واضحا استعلائها في التعاطي مع لبنان عبر فرض الشروط رغم تكرار المسؤولين اللبنانيين كافة عبارات التودد.

وبحسب موقع الأخبار اللبناني فإن السعوديين يثبتون يوماً بعد آخر، أنهم ليسوا في وارد معالجة الأزمة مع لبنان من دون تنفيذ شروطهم غير القابلة للتحقق، وهم يرفعون من درجة تصلّبهم مع كل اعتراض على ما يقومون به، علماً أن الجميع يدرك تماماً أن ما تريده الرياض هو رأس حزب الله، كما تعرف الرياض تماماً أن هذه مهمة ليست على جدول أعمال أحد في لبنان، إما لانعدام الرغبة لدى البعض أو لغياب القدرة لدى البعض الآخر، ما يدفعها إلى تصعيد حملتها مع مستوى جديد من الفبركة التي تستهدف النيل من كل صوت منتقد.

فبعد كلام نقلته شخصيات على تواصل يومي مع السعوديين تضمّن انتقادات حادّة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واتهامه بمعارضة رغبة البطريرك الماروني بشارة الراعي، ووسط استمرار الحملة المسعورة ضد وزير الإعلام جورج قرداحي، بدأ الإعلام السعودي حملة على وزير الخارجية عبد الله بو حبيب على خلفية كلامه عن ضرورة اللجوء إلى الحوار البناء لمعالجة المشكلة.

وأكدت معلومات الموقع بأن حصيلة لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش قمة المناخ في غلاسكو الاسكتلندية، خلصت إلى الآتي:

- تبلّغ ميقاتي موقفاً أميركياً - فرنسياً - ألمانياً بعدم الاستقالة، مع حثه على إيجاد مخرج للعودة إلى الحوار مع السعودية، وترى هذه الدول أنه يمكن للبنان القيام بخطوة رمزية تتمثل في استقالة قرداحي أو إقالته، وهو ما سعى إليه رئيس الحكومة، بالفعل، في اتصالات جديدة مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري ومع البطريرك الماروني، وقد سمع أجوبة تتراوح بين دعوته للعودة وعقد جلسة للحكومة للبحث في الأمر، وبين التأكيد له بأن السعودية لا تريد رأس قرداحي، بل تطلب ما هو غير ممكن وغير مقبول.

في الخلاصة، يبدو رئيس الحكومة في موقع حرج، وهو الذي رفع شعار الوساطة القطرية مع إدراكه مسبقاً بأن لا نتائج تُرتجى منها، بعد تبلّغه من الأميركيين والفرنسيين بعدم قدرتهم على إقناع الرياض بتعديل موقفها، وكان الأميركيون أكثر صراحة في أنهم لا ينوون التحدث مع محمد بن سلمان على مستويات رفيعة، في إشارة إلى استمرار امتناع الرئيس الأميركي جو بايدن عن تحديد موعد لاستقباله في واشنطن أو لقائه في الخارج.

وتتأتّى خشية الرئيس ميقاتي من واقع شعبي سني يضغط عليه، خصوصاً مع دخول نادي رؤساء الحكومات السابقين في المزايدة، فيما لا يتوقع أن يخرج أي صوت يناصره في مواجهة الضغوط السعودية، علماً أنه أبلغ الجميع استعداده للذهاب إلى الرياض للحوار، لكن السعودية ترفض التواصل معه.

ولفت الموقع إلى أن مصادر مطلعة شككت في جدوى الرهان على الأميركيين والأوروبيين وبعض العرب لمعالجة المأزق، فكل المؤشرات والتصريحات تؤكّد بأن ثمّة حسماً في ما يتعلّق بضرورة أن تأخذ الحكومة موقفاً رسمياً من سياسات حزب الله، لا بل تريد السعودية من الجميع الدخول في مواجهة معه، وإلا فإنها ستعمَد إلى لعب كل أوراقها التصعيدية دفعة واحدة، مهدّدة بإجراءات إضافية.

كذلك شكّكت المصادر في إمكان أن تحقق قطر خرقاً ما في ظل الآمال التي بناها البعض على الزيارة المفترضة لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً.

في بعبدا، لا يزال رئيس الجمهورية مقتنِعاً بضرورة عقد جلسة للحكومة تناقش الأزمة، ووفقَ معلومات "الأخبار" يجري النقاش في عدد من الأفكار للاستحصال على موافقة جميع الأطراف، وتحديداً الثنائي الشيعي الذي امتنع عن المشاركة في اجتماعات الخلية الوزارية، ومع أن المعلومات تؤكد بأن لا عون ولا التيار الوطني الحر تواصَل مع حزب الله لمناقشة أمر عقد الجلسة إلا أن الفكرة قيد الدرس.

المصدر: الأخبار اللبنانية