أخبار

سوريا: بذور القمح التي وزعتها القوات الأمريكية "سم زعاف وقاتل"

25 تشرين الثاني 2021 21:33

قال وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، محمد حسان قطنا، لوكالة "سبوتنيك": إن "بذور القمح، التي وزعتها قوات الاحتلال الأمريكي على الفلاحين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري بمحافظة الحسكة، هي بغاية الخطورة كونها تؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي وتأتي ضمن إجراءات قانون قيصر".

وذكر قطنا ثلاثة أسباب لرفض البذور التي وزعها الاحتلال الأمريكي، أولها أنها مصابة بالآفات الزراعية والإصابة مؤكدة من خلال تحليلها في أكثر من مخبر حكومي وخاص، وثانيها أن البذور مخلوطة من بذور أخرى مثل الشعير، إضافة إلى هذا الصنف مرفوض في سوريا من عام 1999م حتى لو كان سليماً وغير مصاب.

وأوضح خلال اللقاء، اليوم الخميس، أن هذه البذور تحتوي على آفة النيماتودا الفتاكة وقد منعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من سنوات توزيع أي بذار قمح يحتوي على النماتودا، مهما كانت نسبة إصابتها قليلة ومحدودة، وذلك حفاظاً على الإنتاج الزراعي والاقتصاد الوطني.

وكشف الوزير أن الوزارة رفضت توزيع كمية 20 ألف طن من البذور هذا الموسم بعد ثبوت إصابتها بآفة "النيماتودا"، وحولتها إلى مؤسسة الأعلاف وتوزيعها كمقنن علفي للثروة الحيوانية، مبيناً أن "التحاليل المخبرية، التي أجريت على عينات من بذور القمح الموزعة من الاحتلال الأمريكي غير صالح للزراعة ليس في محافظة الحسكة فحسب، وإنما في جميع الأراضي الزراعية السورية وذلك بسبب إصابة البذور بثآليل القمح وشيوع ترافقها مع مرض عفن السنابل البكتيري والمعروف كمرض حجري مدمر لحقول القمح عند الإصابة به، ما يسبب تلوث التربة والتأثير بشكل كبير في إنتاج المحصول".

ولفت إلى وجود 4000 طن من بذور القمح المغربل والمعقم لدى المؤسسة العامة لإكثار البذار جاهزة للتوزيع على الفلاحين، ووجه الوزير في الاجتماع المدير العام للمؤسسة بالاستمرار بغربلة وتعقيم بذار القمح حتى انتهاء موسم الزراعة في منتصف كانون الثاني من العام القادم. بهدف تأمين كميات إضافية من البذار المغربل والمعقم للفلاحين.


ونقلت الوكالة أيضاً تصريحاً لأحمد صالح إبراهيم، رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا، قال فيه: إن "محافظة الحسكة هي محافظة الفلاحين الأولى في البلاد من حيث عدد الفلاحين، واطلعنا على عمليات البدء بزراعة موسم القمح خصوصاً، والتي تأخرت نتيجة الظروف الجوية والمناخية وتأخر هطول الأمطار".

وأشار إبراهيم إلى أن "البذور التي تم توزيعها على الفلاحين في محافظة الحسكة على أنها هبة من الشعب الأمريكي كما يدعون هي سم زعاف وقاتل، فكيف نصدق عبر التاريخ أن المحتل يقدم شيئاً مجاناً للأراضي التي يحتلها ويسرق ثرواتها الباطنية بشكل يومي وعلى رأسها القمح السوري المميز عالمياً".

وعليه، رأى إبراهيم أن ما قامت به "قوات الاحتلال الأمريكي هو شكل جديد من أشكال الحرب الكونية التي تشن على سورية منذ سنوات، هذا الشكل يتمثل بتدمير الأراضي الزراعية بهدف موت الحقول والأراضي وحرمان المواطن السوري من إنتاج هذه الحقول والأراضي من أجل تجويع الشعب السوري ضمن قانون قيصر الجائر".

وتمنى على "كافة الفلاحين في الحسكة عدم استخدام بذار القمح الذي وزعته قوات الاحتلال الأمريكي مؤخراً في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري في المحافظة".

والنيماتودا هي ديدان أسطوانية مجهرية متطفلة على جذور المزروعات وتؤدي لفقدان كامل للمحصول، وتتسبب في ظهور عقد أو أورام على مستوى جذور النباتات المصابة وتشل بذلك عملية امتصاص الماء والعناصر الغذائية الأساسية وهي قادرة على البقاء في التربة لأكثر من عامين على شكل أكياس بيض محمية جداً.

واعتبرت مصادر حكومية سورية مختصة بالشأن الزراعي، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أن "توزيع البذور يأتي في إطار العدوان الأمريكي على الأراضي السورية ونسف أمن السوريين الغذائي، من خلال توزيع الوكالة الأمريكية للتنمية (وهي أحد أذرع وزارة الخارجية هناك) أنواعاً غير معروفة من بذار القمح للفلاحين في عدد من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي ومسلحي قوات "قسد" الموالين له بريف الحسكة، ما يشكل خطراً جديداً على الواقع الزراعي والأمن الغذائي للسوريين وذلك بعد منع الفلاحين خلال السنوات الماضية من بيع إنتاجهم للمراكز الحكومية السورية".

وأكدت المصادر أن الوكالة الأمريكية للتنمية بدأت عبر مندوبين من هيئة "الزراعة والاقتصاد" التابعة لتنظيم "قسد" بتوزيع 3000 طن من بذار القمح للفلاحين في بعض مناطق ريف القامشلي التي يسيطر عليها مسحلو التنظيم، وكانت البداية في ناحية تل حميس والتجمعات التابعة لها وسط تحذيرات من الأصناف الموزعة، حيث تم توزيع 185طنا لكل مزارع 2طن ونصف الطن من البذار.

وأضافت: إن "الهيئة" وضعت شرطاً على المزارعين المستفيدين أن يكون كل مزارع يملك بئراً للمياه بغزارة (5 إنش) حصراً، لكي يحصل على الكمية، وأن يتم توريد الإنتاج إلى مؤسسات "قسد" عبر تعهدات خطية من المزارعين، حيث استفاد 74 مزارعاً من الكميات الموزعة في ناحية تل حميس على أن يتم توزيع الكميات المتبقية على المناطق الأخرى.

وحذرت المصادر السورية الفلاحين والمزارعين في محافظة الحسكة عدم استلام البذار من مصدر غير موثوق ولا سيما أنها لم تخضع لأي عمليات تحليل واختبار ضمن المختبرات الخاصة بالمؤسسات الرسمية الحكومية ذات الشأن لأن الجهة الوحيدة المعتمدة في عمليات توزيع البذار هي المؤسسة العامة لإكثار البذار الحكومية.

المصدر : وكالة سبوتنيك