أخبار لبنان

ميقاتي يؤكد الطلب الفرنسي.. استقالة قرداحي قبل زيارة ماكرون إلى السعودية

1 كانون الأول 2021 09:27

مازال الوضع في لبنان يراوح في مكانه حيث لم تؤدي المشورات بين القوى السياسية إلى أي توافق يفضي إلى إعادة عقد جلسات مجلس الوزراء، أو إلى استقالة الوزير جورج قرداحي على أمل حل الأزمة مع دول الخليج، وسط أجواء داخلية مشحونة، واقتراب للانتخابات النيابية المرتقبة.

وبحسب موقع الأخبار اللبنانية، فقد جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته مع القوى السياسية للمطالبة بعقد جلسة لمجلس الوزراء وإعادة تفعيل العمل الحكومي، مشدداً على ضرورة حل الأزمة مع دول الخليج وتحديداً مع المملكة العربية السعودية، ولا يزال ميقاتي يطالب باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، لكنه بدأ أخيراً يربط الأمر بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقررة إلى الرياض قريباً.

وأفادت معلومات الموقع، بأن ميقاتي يكثف التواصل مع قرداحي والقوى التي عارضت استقالته، مؤكداً أن "الفرنسيين يضغطون للاستقالة ليكون بين أيديهم ورقة للحوار مع السعوديين في الملف اللبناني، وهو قال إن الفرنسيين أبلغوه أن "عدم استقالة وزير الإعلام قبل الرابع من كانون الأول يعني أن لبنان لن يكون على جدول أعمال اللقاءات التي سيعقدها ماكرون في الرياض".

ونقل الموقع عن مصادر مطّلعة، قولها بأن ميقاتي تحدث مع الرئيس نبيه بري وحزب الله والوزير السابق سليمان فرنجية، ومع قرداحي الذي يبدو أنه "لا يزال عند رأيه في ما يتعلق بأمر استقالته"، إذ لا يزال يرفض القيام بالخطوة ما دام أنه ليس هناك ضمانات بأن تكون استقالته باباً للحل، وخصوصاً أن كل تصريحات المسؤولين السعوديين سابقاً أكدت أن الأزمة تخطّت تصريحات وزير الإعلام، وأن المشكلة هي في "سيطرة حزب الله على لبنان".

وأشارت مصادر معنيّة بالملف الحكومي إلى أن "الضغط الذي يمارسه ميقاتي بحجة أن الفرنسيين يريدون ذلك لن ينفع"، مؤكدة رفض كل الذين اتصل بهم رئيس الحكومة التوسط لدفع وزير الإعلام الى تقديم استقالته أو إقالته بقرار حكومي، وأكد هؤلاء أن القرار عند قرداحي "وليذهب ويتحدث معه"، واستغربت المصادر "التهويل بالفرنسيين، فموقفهم ليس جديداً، والجميع في بيروت سمعوا من مسؤولين في خلية الإليزيه الطلب نفسه باعتبار أن ذلك يمكن أن يكون باباً للحوار مع السعوديين، لكنهم لم يقدّموا أيّ ضمانات".

ووفق الموقع فإن مصادر على تواصل مع الفرنسيين، تؤكد أن ماكرون يضع فعلاً بند لبنان على جدول أعماله مع القيادة السعودية، لكن المناخ الذي يحيط بالزيارة يدفع الى الاعتقاد بأنه لا يملك القدرة على تغيير الموقف السعودي، فهو "مهتمّ أصلاً بتعزيز العلاقة مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يريحه الرئيس الفرنسي منذ زمن بعيد، ولا ينسى له تدخله في قضية احتجاز الرئيس سعد الحريري"، أضف إلى ذلك أن الرياض تأخذ على الرئيس الفرنسي عقد "تسوية فرنسية ــــ إيرانية أتت بنجيب ميقاتي رئيساً للحكومة" وينقل هؤلاء أن ابن سلمان "يفضّل عدم تحويل بند لبنان الى نقطة إشكالية، وخصوصاً أن جدول أعمال الرئيس الفرنسي كبير جداً، وهناك بند أكثر أهمية يتعلّق بالتحول في الموقف الفرنسي من المفاوضات الإيرانية ــــ الأميركية حول البرنامج النووي، وتأييد باريس التوصل الى اتفاق سريع من دون الحصول على تعهدات ببحث الملفات الجانبية التي تهمّ السعودية، وعلى رأسها ملف اليمن".

وبحسب المصادر، فإن الأخبار الواردة من الرياض تفيد بأن ابن سلمان شخصياً يتمنّى "أن لا يكرر ماكرون خطأ عام 2017"، عندما تدخل لفك أسر الحريري، ما انعكس سلباً على العلاقة بين الجانبين، وتلفت المصادر الى أن ميقاتي ربما يبالغ في الأمر لأنه لم يعد يجد من وسيط بعد تعثّر التدخل الأميركي وعجز دول الخليج عن التحرك، وهو يجد في استقالة قرداحي فرصة لرسملة الجانب الفرنسي قبل الزيارة.

المصدر: الأخبار اللبنانية