دراسة جديدة تسلط الضوء على كيفية تنظيم بعض الخلايا العصبية لعدد من خلايا عضلة القلب

علوم

دراسة جديدة تسلط الضوء على كيفية تنظيم بعض الخلايا العصبية لعدد من خلايا عضلة القلب

3 كانون الأول 2021 20:28

تتوقف خلايا عضلة القلب البشرية عن التكاثر بعد الولادة، مما يجعل أي إصابة في القلب في وقت لاحق من الحياة دائمة، ويقلل من الوظيفة ويؤدي إلى قصور القلب، أما الآن، يقول باحثو كلية جونز هوبكنز الطبية أن لديهم أدلة جديدة من تجارب على الفئران على أن التلاعب بخلايا عصبية معينة أو الجينات التي تتحكم فيها قد يؤدي إلى تكوين خلايا جديدة للعضلة القلبية واستعادة وظائف القلب بعد النوبات القلبية واضطرابات القلب الأخرى.



الخلايا العصبية لعدد من خلايا عضلة القلب


وبشكل أكثر تحديداً، كما يقولون، فإن نتائج دراستهم، التي نُشرت في 1 كانون الأول، في مجلة "اكتشافات علمية"، تلقي ضوءاً جديداً على كيفية تنظيم بعض الخلايا العصبية لعدد من خلايا عضلة القلب.


من المعروف منذ فترة طويلة أن الخلايا العصبية تنظم وظائف القلب، لكن دورها وتأثيرها أثناء نمو القلب وتأثيرها على نمو خلايا العضلات لم يتضح بعد.


الخلايا العصبية


وقال إيمانويل تامباكاكيس، أستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "سعت دراستنا إلى فحص دور ما يسمى بالخلايا العصبية المتعاطفة في نمو القلب بعد الولادة، وما وجدناه أنه من خلال التلاعب بها، يمكن أن تكون هناك إمكانات هائلة لتنظيم العدد الإجمالي لخلايا عضلات القلب حتى بعد الولادة". 


الجهاز العصبي الودي


تتحكم الخلايا العصبية التي يتكون منها الجهاز العصبي الودي في العمليات التلقائية في الجسم مثل الهضم ومعدل ضربات القلب والتنفس، وعادةً ما يرتبط الجهاز العصبي الودي باستجابات "القتال أو الهروب"، وهي استجابة الجسم العامة للمواقف المقلقة أو المجهدة أو المهددة.


وبالنسبة للدراسة الجديدة، أنشأ فريق البحث نموذجاً معدلاً وراثياً للفأر عن طريق منع الخلايا العصبية القلبية الودية في تطوير أجنة الفئران، وقاموا بتحليل العوامل المحركة لتكاثر خلايا عضلة القلب خلال الأسبوعين الأولين من الحياة بعد الولادة.


وما وجدوه كان انخفاضاً كبيراً في نشاط زوج من الجينات، وهي جينات الفترة الأولى والفترة الثانية، المعروفين بالفعل بالتحكم في الدورة اليومية، ومن اللافت للنظر، عند إزالة هذين الجينين في أجنة الفئران، أن الباحثين لاحظوا زيادة في حجم قلب الأطفال حديثي الولادة وزيادة في عدد خلايا عضلة القلب، أو خلايا عضلة القلب، بنسبة تصل إلى 10٪، ويشير هذا إلى أن تأثير الأعصاب السمبثاوية على خلايا عضلة القلب من المحتمل أن يتم التأثير فيه من خلال هذين الجينين أو "الساعة".


وظائف الجسم في الثدييات


جينات الساعة هي مكونات نمط الإيقاع اليومي الذي ينظم وظائف الجسم في الثدييات في دورة أكثر أو أقل من 24 ساعة تتماشى مع ساعات النهار والظلام.


ويقول تامباكاكيس: "بعد الولادة بفترة وجيزة، تتوقف الثدييات، بما في ذلك البشر والفئران، عن إنتاج خلايا عضلة القلب، وعلى عكس الأعضاء الأخرى، مثل الكبد، لا يمكن للقلب أن يتجدد بعد تعرضه للتلف، لقد أظهرنا أنه قد يكون من الممكن التلاعب بالأعصاب أو الجينات اليومية، إما من خلال الأدوية أو العلاجات الجينية، لزيادة عدد خلايا القلب بعد الولادة". 


النوبة القلبية


هذا ويمكن للأشخاص الذين ينجون من نوبة قلبية أن يفقدوا ما يصل إلى مليار خلية عضلية في القلب، ويقول تامباكاكيس أن هناك دليلاً علمياً على أن القلوب تميل إلى التعافي بشكل أسرع بعد نوبة قلبية عندما يكون العدد الإجمالي للخلايا التي تبدأ بها أعلى، ومن خلال التلاعب بالأعصاب السمبثاوية وجينات الساعة، وهي تقنية تسمى التعديل العصبي، يعتقد الباحثون أنه يمكن جعل القلب يستجيب للإصابة بشكل أفضل.


وقال شولان كوون، أستاذ مساعد في الطب ومدير برنامج الخلايا الجذعية للقلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "التعديل العصبي هو مفهوم جديد تماماً في طب القلب، ونعتقد أن هذه هي التقارير الأولى التي تربط جينات الساعة بالنمو الجديد لخلايا عضلة القلب، تُظهر دراستنا، ربما لأول مرة، ما يحدث إذا قمت بمنع إمداد الأعصاب للقلب، وتوفر رؤى جديدة لتطوير استراتيجيات التعديل العصبي لتجديد القلب". 


ويقول تامباكاكيس أن فريقه يعمل على مزيد من التجارب لوصف مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية التي تزود القلب، ويوضح كيف تتطور هذه الأعصاب وتتكيف مع مرور الوقت وبعد إصابة القلب.


المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض


ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تظل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في العالم وتتسبب في وفاة واحدة من كل أربع حالات وفاة.



المصدر: Medical Express