"رويترز": القوى العظمى تختبر التزام طهران بالمحادثات وطهران تصر على موقفها

انخرطت القوى العظمى وإيران، اليوم الجمعة، في محادثات لإحياء الاتفاق النووي، حيث قال مصدر أوروبي إنهم يعملون على نصوص نوقشت قبل خمسة أشهر، في حين أكد مسؤولون إيرانيون أنهم ملتزمون بموقفهم من الأسبوع الماضي.

استؤنفت المحادثات أمس الخميس، بالتزامن مع زيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني - وهما ليسا طرفين في اتفاق 2015 – لضغوطهما الخطابية على طهران التي تلوح بعواقب اقتصادية أو عسكرية محتملة في حال فشلت الدبلوماسية.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني: إن طهران كانت متمسكة بالموقف الذي عرضته الأسبوع الماضي، حين انفضت المحادثات مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين الذين اتهموا إيران بتقديم مطالب جديدة والتراجع عن التسويات التي جرى التوصل إليها في وقت سابق من هذا العام.

ورداً على سؤال طرحته وكالة "رويترز" عن مناقشة مسودة مقترحات جديدة قدمتها إيران الأسبوع الماضي، قال باقري كني "نعم، المسودات التي اقترحناها الأسبوع الماضي تجري مناقشتها الآن في اجتماعات مع أطراف أخرى".

ولفت باقري كني الأسبوع الماضي إلى أن "كل القضايا التي صيغت خلال المفاوضات السابقة حتى حزيران/يونيو يمكن التفاوض عليها".

وأشار مصدر أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن إيران وافقت على مواصلة المحادثات من حيث توقفت في حزيران/يونيو. وقال المصدر: إن هذا سيخضع للاختبار في اليومين المقبلين، لكنه لم يشر إلى مقترحات إيران الجديدة، لكن مسؤولين إيرانيين نفوا ذلك.

وبموجب الاتفاق الأصلي الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، قيدت إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ويخشى الغرب أن تستخدم إيران برنامجها النووي لتطوير أسلحة وهو ما نفته طهران مراراً.

وتهدف المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، التي يتوسط فيها دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين لأن طهران ترفض التواصل المباشر مع واشنطن، إلى حث الجانبين على العودة للامتثال الكامل للاتفاق.

وبعد عام من إعادة ترامب فرض العقوبات على إيران، بدأت طهران تنتهك تدريجياً القيود النووية للاتفاقية، مطالبة برفع جميع العقوبات.

وقال باقري كني: "جدية إيران واضحة. انظر من الذي ألغى اجتماعات أخرى وموجود في فيينا ومن لم يفعل"، ملمحاً إلى كبير مفاوضي الولايات المتحدة روبرت مالي، الذي من المستبعد أن يصل إلى فيينا حتى نهاية الأسبوع.

ومع ذلك، قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة: إن المحادثات تمضي قدماً، وإن العديد من الأمور الكبيرة لا تزال مفتوحة للتوصل إلى اتفاق بشأن نص نهائي.

رويترز