مسبار كيوريوسيتي التابع لوكالة ناسا يكتشف بصمة كربون على المريخ والتي تشير إلى وجود حياة

منوعات

مسبار كيوريوسيتي التابع لوكالة ناسا يكتشف بصمة كربون على المريخ والتي تشير إلى وجود حياة

19 كانون الثاني 2022 15:09

اكتشف المسبار كيوريوسيتي التابع لوكالة ناسا كميات كبيرة من شكل غير متوقع من الكربون على سطح المريخ، قد لا يبدو هذا مثيراً للغاية، لكن المهم هو أنه هنا على الأرض، يرتبط هذا التوقيع الكيميائي عادةً بالحياة.


مسبار وكالة ناسا

دعونا نهدأ التوقعات فوراً، ربما لا يكونوا فضائيين، هناك طرق أخرى غير بيولوجية يمكن أن يصل إليها هذا النوع من الكربون، لكن ناسا أيضاً لا يمكنها التأكد من أنها ليست كائنات فضائية، وهذا يستدعي إلقاء نظرة فاحصة.

كان المسبار كيوريوسيتي يحفر عينات من الصخور لسنوات، ثم يحلل التركيب الكيميائي للمسحوق الناتج، وأحد الأشياء التي يمكن اكتشافها هو نسب نظائر مختلفة، أي ذرات من نفس العنصر بأعداد مختلفة من النيوترونات في نواتها، وكان من المتوقع أن يكون نظير الكربون 13 هو الأكثر شيوعاً، لكن حوالي نصف العينات المأخوذة خلال رحلة حفر حديثة أظهرت كميات كبيرة بشكل مدهش من الكربون 12.

الكيمياء البيولوجية

بشكل حاسم، يعتبر الكربون 12 عادة علامة على الكيمياء البيولوجية، حيث تستخدم الكائنات الأرضية الكربون -12 لاستقلاب طعامها، بينما تستخدمه النباتات لأداء عملية التمثيل الضوئي. يبدو أن هذا يشير إلى أن المسبار قد اكتشف دليلاً على وجود حياة قديمة على المريخ، ومع ذلك، يقول الفريق أننا لا نعرف ما يكفي عن دورة الكربون على الكوكب الأحمر للتأكد.

وقال كريستوفر هاوس، المؤلف الرئيسي للدراسة: "على الأرض، العمليات التي تنتج إشارة الكربون التي نكتشفها على المريخ هي عمليات بيولوجية، علينا أن نفهم ما إذا كان نفس التفسير يعمل في المريخ، أو إذا كانت هناك تفسيرات أخرى، لأن المريخ مختلف تماماً".

الأشعة فوق البنفسجية

بالنسبة لتلك التفسيرات الأخرى، يقدم الفريق فرضيتين غير بيولوجيتين حول مصدر الكربون 12، الأول يقول أن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس يمكن أن تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للمريخ، مما ينتج عنه جزيئات غنية بالكربون تستقر بعد ذلك على السطح، وتشير القصة الثانية إلى أن النظام الشمسي ربما يكون قد مر عبر سحابة جزيئية ضخمة منذ مئات الملايين من السنين، مما قد يتسبب في سقوط المزيد من الكربون -12 على السطح.

البكتيريا القديمة

ثم هناك الفرضية الثالثة، أن البكتيريا القديمة التي تعيش على سطح المريخ وتحته مباشرة كانت ستطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي، وكان من الممكن أن يتفاعل هذا مع ضوء الأشعة فوق البنفسجية ويتحول إلى جزيئات أكثر تعقيداً، مما يخلق توقيع كربوني اكتشفته كيوريوسيتي بعد مليارات السنين.

وعلى الرغم من إغراء الرغبة في تصديق القصة الثالثة، يحذر الفريق من أن الأصول غير البيولوجية هي على الأرجح الجاني الأكثر احتمالاً، فما ينجح على الأرض لا ينطبق بالضرورة على كوكب المريخ.

وقالت جينيفر إل إيغنبرود، مؤلفة الدراسة: "أصعب شيء هو التخلي عن الأرض والتخلي عن هذا التحيز الذي لدينا، وأن نحاول حقاً الدخول في أساسيات الكيمياء والفيزياء والعمليات البيئية على المريخ".

دورة الكربون على المريخ

هذا ويمكن أن تساعد الأعمال المستقبلية، بما في ذلك تلك التي قام بها أحدث وصول للكوكب الأحمر "كيوريوسيتي"، في الكشف عن مزيد من المعلومات حول دورة الكربون على المريخ، وما إذا كان هذا التوقيع الكيميائي المثير للفضول دليلاً على وجود الحياة أم لا.

المصدر: New Atlas