لطالما اشتبه الباحثون في أن المريخ كان في يوم من الأيام موطناً للعديد من الأنهار والبحيرات وربما حتى المحيطات، لكن بينما تمكنوا من اكتشاف الجليد، وحتى بعض البحيرات المالحة، في المناطق القطبية للكوكب، فقد ثبت أن العثور على المياه في مناطق أخرى أمر بعيد المنال.
المياه على سطح المريخ
والآن، وجد العلماء أخيراً دليلاً على وجود خزان مياه كبير على بعد متر واحد فقط من سطح نظام وادي مارينريس في الكوكب الأحمر.
يقع وادي مارينريس على طول خط استواء المريخ، وهو أحد أكبر الأخاديد في النظام الشمسي، حيث يبلغ طول الفجوة التكتونية الضخمة أكثر من 4000 كيلومتر وعمقها 8 كيلومترات، وتقدر ناسا أنه إذا كان وادي مارينريس على كوكب الأرض، فستمتد عبر الولايات المتحدة القارية، على طول الطريق من نيويورك إلى كاليفورنيا.
اكتشاف مخازن كبيرة من المياه المخفية على سطح المريخ
وقال أليكسي مالاكوف، مؤلف مشارك في الدراسة، وهو عالم في معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية: "وجدنا أن جزءاً مركزياً من وادي مارينريس مليئ بالمياه، كمية من المياه أكثر بكثير مما توقعنا، هذا يشبه إلى حد كبير مناطق التربة الصقيعية على الأرض، حيث يستمر الجليد المائي بشكل دائم تحت التربة الجافة بسبب درجات الحرارة المنخفضة المستمرة".
مركبة استكشاف المريخ TGO
تم الاكتشاف باستخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة مركبة استكشاف المريخ TGO، والتي كانت تدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2018، TGO، وهو تعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية، مصمم لاكتشاف وجود غازات مثل الميثان وبخار الماء في الغلاف الجوي للمريخ، ويقول الباحثون أنه في الفترة ما بين أيار 2018 إلى شباط 2021، وجد جهاز الكشف الدقيق للنيوترون في المدار، كمية كبيرة بشكل غير عادي من الهيدروجين، وهو مقياس لمحتوى الماء، في منطقة كاندور في الوادي.
ويشتبه العلماء، الذين كشفوا النتائج التي توصلوا إليها في بيان صحفي في 15 كانون الأول 2021، في أن الماء على شكل جليد، وإذا كان هذا صحيحاً عن فيمكن أن يشكل ما يصل إلى 40 بالمائة من المواد القريبة من السطح في المنطقة، ومع ذلك، يمكن أن يكتشف جهاز الكشف الدقيق للنيوترون أيضاً المياه المرتبطة كيميائياً بمعادن أخرى في التربة، ويخطط الفريق لمواصلة التحقيق في المنطقة بغض النظر عن النتيجة التي قد يغير اكتشافها قواعد اللعبة للبعثات البشرية المستقبلية إلى الكوكب الأحمر.
وقال كولين ويلسون، عالم مشروع استكشاف المريخ: "إن معرفة المزيد عن كيفية ومكان وجود المياه على كوكب المريخ في الوقت الحاضر أمر ضروري لفهم ما حدث لمياه المريخ التي كانت وفيرة في يوم من الأيام، وتساعدنا في البحث عن بيئات صالحة للسكن، وعلامات محتملة للحياة الماضية، ومواد عضوية من الأيام الأولى للمريخ".
المصدر: Dogo News