حلل علماء الفلك واحداً من أكثر الكواكب الخارجية تطرفاً، وهو واسب-189 b، ووجدوا أنه يحتوي على طبقات غلاف جوي تماماً مثل الأرض، لكن أوجه الشبه بينهما تنتهي هناك، لأن واسب-189 b هو عالم ضعف كتلة كوكب المشتري بدرجات حرارة تصل إلى آلاف الدرجات، لذلك فنحن لن نتحرك إلى هناك.
ارتفاع درجة الحرارة على كوكب واسب
سبب سخونة الجو هو قرب الكوكب من نجمه، حيث يدور حول النجم في 2.7 يوماً فقط، وهو أقرب 20 مرة منه من الأرض إلى الشمس، ولكن بفضل هذه المحاذاة، يمكن للباحثين دراسة الغلاف الجوي بالتفصيل، وأثبت الفريق الدولي وجود الحديد والكروم والفاناديوم والمغنيسيوم والمنغنيز وكذلك أكسيد التيتانيوم في الغلاف الجوي.
وقالت بيبيانا برينوث، كبيرة الباحثين من جامعة لوند في بيان: "قمنا بقياس الضوء القادم من النجم المضيف للكوكب والذي يمر عبر الغلاف الجوي للكوكب، ووجدنا أن الغازات الموجودة في غلافه الجوي تمتص بعض ضوء النجوم، على غرار الأوزون الذي يمتص بعض ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض، وبالتالي تترك بصماتها المميزة".
أكسيد التيتانيوم
يعد أكسيد التيتانيوم اكتشافاً مثيراً بشكل خاص لأنه تم ربطه بالفعل بطبقة شبيهة بالأوزون وطبقات تشبه الستراتوسفير على الكواكب الخارجية الأخرى، لكن هذه الملاحظات ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث وجدت دليلاً على وجود طبقات إضافية.
وأوضحت برينوث: "في تحليلنا، رأينا أن بصمات الغازات المختلفة قد تغيرت قليلاً مقارنةً بتوقعاتنا، لكننا نعتقد أن الرياح القوية والعمليات الأخرى يمكن أن تولد هذه التغييرات، ولأن بصمات الغازات المختلفة قد تم تغييرها بطرق مختلفة، نعتقد أن هذا يشير إلى أنها موجودة في طبقات مختلفة، بشكل مشابه لكيفية ظهور بصمات بخار الماء والأوزون على الأرض بشكل مختلف من مسافة بعيدة، لأنها تحدث في الغالب في طبقات الغلاف الجوي المختلفة".
الغلاف الجوي للكواكب الخارجية
هناك الكثير مما لا نعرفه عن الغلاف الجوي للكواكب الخارجية، ولكي نكون منصفين، حتى الغلاف الجوي للعمالقة الغازية في النظام الشمسي لا يزال غامضاً، وتلقي هذه الدراسة الجديدة بعض الضوء على كيف من المحتمل أن هذه العوالم البعيدة لا تحتوي على غلاف جوي أحادي الطبقة ومن المهم تقدير مدى تعقيدها ثلاثي الأبعاد.
وخلص المؤلف المشارك في الدراسة كيفين هينج: "نحن مقتنعون بأنه لكي نتمكن من فهم هذه الأنواع وأنواع أخرى من الكواكب بشكل كامل، بما في ذلك تلك التي تشبه الأرض بدرجة أكبر، نحتاج إلى تقدير الطبيعة ثلاثية الأبعاد لغلافها الجوي، وهذا يتطلب ابتكارات في تقنيات تحليل البيانات ونمذجة الكمبيوتر ونظرية الغلاف الجوي الأساسية".
المصدر: IFL Science