هرمونات الكبد قد تساعد على تقليل إدمان الكحول

علوم

انزيمات الكبد قد تساعد على تقليل إدمان الكحول

2 شباط 2022 13:38

قام الباحثون بتجميع صورة أكثر اكتمالاً للدور الذي يلعبه هرمون معين في إدمان الكحول، شربت القرود التي لديها تفضيل قوي للكحول أقل بكثير بعد أن تم إعطاؤهم نسخة اصطناعية من هذا الهرمون، مما قد يفتح الطريق أمام علاجات جديدة لإدمان الكحول.

انزيمات الكبد

يُعرف الانزيم المعني بعامل نمو الأرومة الليفية 21، أو "FGF21"، وينتجه الكبد، وأظهر العمل السابق أن المتغيرات في الجينات المرتبطة بـ FGF21 مرتبطة بزيادة استهلاك الكحول لدى البشر، لكن الطبيعة الدقيقة لهذا الارتباط ظلت غير مؤكدة، ولذلك، وبالنسبة للدراسة الجديدة، فقد قام الباحثون بالتحقيق في دوائر الدماغ التي تؤثر على FGF21، وما إذا كان تناول الانزيم يمكن أن يقلل من الرغبة في تناول الكحول.

اختبر الفريق الفكرة على قرود الفرفت، التي يتشابه موقفها مع الكحول بشكل ملحوظ مع البشر، ففي مجتمعات القردة التي لديها إمكانية الوصول إلى الكحول، إما الفاكهة المخمرة بشكل طبيعي أو المشروبات غير الخاضعة للرقابة في الأماكن السياحية، ومعظم هذه الحيوانات تشرب الخمر اجتماعياً، بينما يمتنع البعض عن تناول الكحول، ونسبة صغيرة منهم يشربون بنهم، وكانت هذه المجموعة الأخيرة موضوع الدراسة.

أعطى الباحثون القرود خياراً بين الماء والإيثانول، وأعطوا مجموعة واحدة نظيراً لـ FGF21 لمعرفة التأثير الذي أحدثته، ومن المؤكد أن قرود الاختبار شربوا الكحول بنسبة 50 في المائة أقل من المجموعة الضابطة، كما شهدت الاختبارات المماثلة التي أجريت على الفئران انخفاضاً بنسبة 50 في المائة في استهلاك الكحول بعد إعطائها إما FGF21 بشري أو تناظري، ومن المثير للاهتمام أن الفئران والقرود لا تزال تختار الإيثانول بنفس المرات التي كانت عليها من قبل، لكنها كانت تشرب كميات أقل بكثير في كل مرة.

وبعد ذلك، درس الباحثون مكان عمل FGF21 في أدمغة الفئران، ووجدوا أن الانزيم يغير نشاط مجموعة سكانية فرعية من الخلايا العصبية في اللوزة القاعدية الوحشية، ويؤثر هذا بدوره على الانتقال العصبي إلى النواة المتكئة، وهي منطقة دماغية معروفة بأنها تلعب دوراً في وظائف المكافأة والإدمان.

عندما يشرب الحيوان الكحول، ينتج الكبد مستويات أعلى من FGF21، مما يعمل على قمع الرغبة في تناول المزيد من الكحول، وهذا هو السبب في أن الأفراد الذين لديهم اختلافات جينية في FGF21 قد يشربون المزيد، وأيضاً لماذا لا تزال الحيوانات في التجارب تبحث عن الكحول في البداية ولكنها شربت أقل منه في كل جلسة.

ويقول الباحثون أن هذه الآلية ربما تكون قد تطورت لحماية الحيوانات من المخاطر الصحية الناجمة عن الإفراط في تناول الكحول، ومن المثير للاهتمام، أن الفريق ربط سابقاً FGF21 بقمع مماثل لاستهلاك السكر، على الرغم من أن ذلك يعمل على جزء مختلف تماماً من الدماغ.

انزيمات الكبد قد تساعد في تقليل إدمان الكحول

وقال ماثيو بوتثوف، كبير مؤلفي الدراسة: "عند التفكير في كيف ولماذا تطورت هذه الآليات المحددة للطريقة، من المثير للاهتمام ملاحظة أن الثدييات تعرضت أساساً للكحول من الفواكه المخمرة، التي تحتوي على مستويات عالية من السكريات البسيطة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الدوائر العصبية التي تنظم قمع تناول السكر والكحول بوساطة FGF21 قد تطورت على ما يبدو بشكل مستقل وليس استجابة لضغط انتقائي مشترك".

هذا ويقول الفريق أنه يمكن تطوير نظائر FGF21 في نهاية المطاف إلى علاجات محتملة لإدمان الكحول، ولكن يجب القيام بمزيد من العمل في هذه الأثناء.

المصدر: New Atlas