أخبار

حكومة مالي تتهم فرنسا بأنها عملت على تقسيم البلاد

8 شباط 2022 16:53

وجهت رئيس وزراء مالي، شوغل كوكالا مايغا، اتهاما خطيرا لفرنسا بأنها عملت على تقسيم البلاد، مشددا على نهاية الزمن الذي يمكن فيه استعباد وإخضاع الشعب المالي.

وبحسب موقع العين الإخبارية، فقد قال مايغا المعين من قبل المجلس العسكري في مالي، أمام دبلوماسيين دعاهم إلى مقر الحكومة: "بعد فترة البهجة والحماسة في العام 2013" عندما حرر الجنود الفرنسيون شمال مالي من قبضة الجماعات الإرهابية، "استحال التدخل في مرحلة ثانية، فقد كان تقسيم مالي بحكم الأمر الواقع واستندت فرنسا إلى إقامة ملاذ على جزء من أراضينا، مما أتاح الوقت للإرهابيين للجوء إليه وإعادة تنظيم صفوفهم للعودة بقوة اعتبارا من 2014".

كما قارن مايغا بين التدخل الفرنسي لمساعدة مالي، مع ما حصل في الحرب العالمية الثانية قائلا: "ألم يحرر الأمريكيون باريس؟ (...) عندما رأى الفرنسيون (أن الوجود الأمريكي) لم يعد ضروريا طلبوا من الأمريكيين الرحيل، هل بدأ الأمريكيون عندها بشتم الفرنسيين؟"

وعن عقوبات الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على مالي، اعتبر مايغا بأن الهدف "هو في تصويرنا على أننا منبوذون مع هدف غير معلن على المدى القصير يقوم على خنق الاقتصاد للتوصل إلى زعزعة الاستقرار وقلب المؤسسات الانتقالية لحساب من نعرف جميعا".

وأضاف رئيس الوزراء المالي: "لا يمكن إخضاعنا ولا يمكن استعبادنا انتهى هذا الزمن" في إشارة إلى الاستعمار الفرنسي للبلاد.

كما هاجم مايغا مجموعة تاكوبا الأوروبية للوحدات الخاصة التي شكلت بمبادرة من فرنسا وتهدف إلى الوقوف بجانب الجيش المالي في مواجهة الجماعات الإرهابية، مؤكدا بأنها "تهدف إلى تقسيم مالي".

وكان مايغا قد شن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوماً حاداً على فرنسا، حيث اتهمها باستخدام أراضي مالي لتدريب جماعات إرهابية قادمة من ليبيا، ومنعها الجيش المالي من دخول مدينة كيدال التي تم تسليمها لجماعة قريبة من القاعدة.

ويذكر بأن المواقف المناهضة للتواجد العسكري الأجنبي في مالي بدأت بالازدياد بعد سيطرة المجلس العسكري على الحكم في البلاد.

فيما قررت حكومة مالي في وقت سابق طرد السفير الفرنسي في باماكو، وإمهاله 72 ساعة للمغادرة، بعد التصريحات الفرنسية التي وصفت المجلس العسكري في مالي بأنّه غير شرعي وخارج عن السيطرة، داعيةً شركاءها إلى مواصلة القتال ضد الإسلاميين المتشددين.

مع الإشارة إلى أن العلاقات بين السلطات الجديدة في مالي وفرنسا تمر بفترة من التوتر حيث قامت القوات الفرنسية نهاية العام الماضي، بالانسحاب من قاعدة تمبكتو العسكرية التي تم تسليمها إلى الجيش المالي، بعد 9 سنوات من الانتشار في المنطقة، إثر قرار فرنسي في حزيران/ يونيو الماضي بإنهاء قوة "برخان" في الساحل، مما وضع مالي بمواجهة صعبة مع المجموعات الإرهابية الناشطة في المنطقة.

في حين انتقدت فرنسا تعاون سلطات مالي مع شركة أمنية روسية خاصة، "مجموعة فاغنر" في إشارة إلى القلق من دخول روسيا إلى إفريقيا من بوابة مالي بما تعتبره باريس مناطق نفوذ خاصة بها.

المصدر: موقع العين الإخباري