كشفت دراسة رائدة جديدة أن فيروس الإيبولا يمكن أن يستمر في بعض أجزاء الجسم، بما في ذلك سائل الدماغ، ويعود إلى الظهور بعد فترة طويلة من العلاج والتعافي ليسبب مرضاً مميتاً.
فيروس الإيبولا
تتمتع النتائج، التي نُشرت يوم الأربعاء بآثار كبيرة على جهود المتابعة طويلة المدى للحد من انتكاس المرض لدى الأفراد الذين يتعافون من المرض وكذلك لتقليل مخاطر تفشي فيروس الإيبولا في المستقبل.
وفي حين أن العلماء يعرفون أن بعض حالات تفشي عدوى الإيبولا الحديثة في إفريقيا كانت مرتبطة بالعدوى المستمرة في المرضى الذين نجوا من الفاشيات السابقة، فإن "مكان الاختباء" الدقيق للفيروس القاتل والآلية الكامنة التي يؤثر بها المرض المتكرر على الناجين لا تزال غير معروفة حتى الآن.
وقال باحثون من معهد البحوث الطبية للجيش الأمريكي للأمراض المعدية في ماريلاند أن أمراض تكرار المرض، خاصة في أولئك الذين عولجوا سابقاً بأجسام مضادة علاجية وحيدة النسيلة غير معروفة إلى حد كبير.
دراسة: فيروس الإيبولا يمكن أن يبقى في سائل الدماغ ويعود إلى الظهور بعد فترة طويلة
في الدراسة الجديدة، استخدم العلماء نموذجاً لمرض القرود، وهو نموذج له علامات مشابهة جداً لمرض الإيبولا مثل البشر، لإلقاء مزيد من الضوء على المكان الذي يميل الفيروس للاختباء فيه.
ووجد البحث أن قردين تعافيا في البداية من مرض له صلة بالإيبولا بعد العلاج بعلاجات بالأجسام المضادة وكانا قد تعرضا للعدوى الشديدة بالفيروس واستسلما للمرض.
الجهاز البطيني بالدماغ
وقال العلماء أن الالتهاب و "عدوى فيروس الإيبولا الشديدة" كانت موجودة في الجهاز البطيني بالدماغ مع عدم وجود أمراض واضحة وعدوى فيروسية في الأعضاء الأخرى.
وقال شيانكون كيفين زينغ، كبير مؤلفي الدراسة، في بيان: "وجدنا أن حوالي 20 في المائة من القرود التي نجت من التعرض المميت لفيروس الإيبولا بعد العلاج بعلاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة لا تزال تعاني من عدوى فيروس إيبولا المستمرة، وتحديداً في الجهاز البطيني في الدماغ، حيث يتم إنتاج السائل النخاعي وتداوله واحتواؤه، حتى عندما يتم التخلص من فيروس إيبولا من جميع الأعضاء الأخرى".
وأضاف الدكتور زينغ: "إن دراستنا هي الأولى التي تكشف عن مكان اختباء واستمرار فيروس إيبولا في الدماغ، والذي يسبب لاحقاً مرضاً قاتلاً مرتبطاً بفيروس الإيبولا في نموذج الرئيسيات غير البشرية".
يعد مرض الإيبولا الفيروسي أحد أكثر الأمراض المعدية التي عرفها الجنس البشري فتكاً، حيث يتراوح معدل الوفيات بين الحالات المرضية من 25 في المائة إلى 90 في المائة في حالات تفشي المرض في الماضي، و 50 في المائة في المتوسط.
وينتقل الفيروس، الذي لا يزال يمثل تهديداً كبيراً في إفريقيا حيث حدثت ثلاث حالات تفشي في عام 2021 وحده، إلى البشر من الحيوانات البرية وينتشر بين البشر عن طريق ملامسة الدم أو إفرازات الأعضاء أو سوائل الجسم الأخرى للأفراد المصابين.
وأشارت التقارير الأخيرة إلى عودة ظهور مرض الإيبولا الفيروسي لدى الأفراد الذين تعافوا من العدوى في الماضي.
ونقلاً عن مثال على إحدى هذه الحالات، قال العلماء أن ممرضة بريطانية تعافت من مرض فيروس الإيبولا الحاد بعد ظهور الأجسام المضادة العلاجية خلال تفشي 2013 في غرب إفريقيا، وعانت من انتكاس الفيروس القاتل في الدماغ، مما تسبب في معاناتها من مرض شديد بسبب حالة عصبية خطيرة بعد تسعة أشهر.
وكان مريض آخر قد عولج بأجسام مضادة لمرض فيروس الإيبولا قبل ستة أشهر، لكنه انتكس وتوفي في نهاية تفشي 2018 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأدى أيضاً إلى العديد من حالات انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
ويعتقد العلماء الآن أن الفيروس يمكن أن يختبئ ويستمر في مناطق معينة من الجسم، مثل الغرفة الزجاجية للعين والنبيبات المنوية للخصيتين والجهاز البطيني للدماغ، على الرغم من تطهيره من جميع الأعضاء الأخرى.
وأضاف جون ليو، مؤلف مشارك آخر في الدراسة، أن "فيروس الإيبولا المستمر قد ينشط ويتسبب في انتكاس المرض لدى الناجين، مما قد يتسبب في تفشي جديد".