وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل 60-70 ٪ من جميع الحالات، ويصل إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون من المرض إلى 50 مليون على مستوى العالم.
علماء يطورون اختبار دم منخفض التكلفة يمكن أن يكشف عن مرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض
منظمة الصحة العالمية
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم الأعصاب، أن العلماء ابتكروا اختباراً للدم يمكنه اكتشاف مرض الزهايمر قبل ظهور أي أعراض، ووفقاً لكلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، التي توصل باحثوها إلى هذا الاكتشاف، تم بالفعل تأكيد الاختبار منخفض التكلفة على أنه "دقيق للغاية" في تجربة شملت أقل بقليل من 500 مريض من ثلاث قارات.
وقال المؤلف الرئيسي، راندال جي بيتمان، وزميلته جوان نايت أستاذة في طب الأعصاب، في بيان: "تُظهر دراستنا أن اختبار الدم يوفر مقياساً قوياً لاكتشاف لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر، حتى بين المرضى الذين لم يعانوا بعد من التدهور المعرفي".
وعلاوة على ذلك، يعتقد الباحثون أنه قد يمهد الطريق لتشخيص وعلاج أسرع، وأضاف بيتمان أن اختبار الدم هذا يعزز أبحاث وتشخيص مرض الزهايمر، "ويقلل بشكل كبير من وقت وتكلفة تحديد المرضى للتجارب السريرية ويحفز تطوير خيارات علاجية جديدة".
وقال: "مع توفر أدوية جديدة، يمكن أن يحدد فحص الدم من قد يستفيد من العلاج، بما في ذلك في المراحل المبكرة جداً من المرض".
تضمنت الدراسة جمع عينات دم من 465 مريض كانوا مسجلين سابقاً في دراسات مرض الزهايمر في الولايات المتحدة والسويد وأستراليا، وجميعهم شاركوا في تجارب مختلفة لمرض الزهايمر، ومن بين أولئك الذين شاركوا في الدراسة، تم تشخيص 46 شخصاً بمرض الزهايمر، بينما كان 203 يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
وفقاً للعلماء، وحتى الآن، فقط عمليات مسح الدماغ الباهظة الثمن وصنابير العمود الفقري الغازية يمكنها اكتشاف لويحات بروتين الأميلويد، ويكلف فحص الدماغ الإشعاعي ما بين 5000 دولار و 8000 دولار لكل مسح، واختبار السائل النخاعي يكلف حوالي 1000 دولار، كما يمكن أن يؤدي الفحص المسبق باستخدام فحص دم بقيمة 500 دولار إلى خفض التكاليف والوقت بشكل كبير.
وعندما تم إقران مستويات الأميلويد في الدم بعامل خطر رئيسي آخر لمرض الزهايمر، ووجود الاختلاف الجيني APOE4، كانت دقة اختبار الدم 88٪ مقارنة بتصوير الدماغ و 93٪ عند مقارنتها بالبزل النخاعي.
وأوضح بيتمان أن "هذه النتائج تشير إلى أن الاختبار يمكن أن يكون مفيداً في تحديد المرضى غير المصابين باضطرابات والذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالخرف في المستقبل، مما يتيح لهم فرصة التسجيل في التجارب السريرية عندما يكون التدخل المبكر قادراً على تحقيق أفضل النتائج"، كما يمكن أن تساعد نتيجة الاختبار السلبية الأطباء في استبعاد مرض الزهايمر في المرضى الذين قد تكون إعاقاتهم مرتبطة ببعض المشكلات الصحية الأخرى أو المرض أو الأدوية".
وعلى الرغم من حقيقة أن الاختبار قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء بالشراكة مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومراكز خدمات الرعاية الطبية وتعديلات تحسين المختبرات الطبية، فإن غالبية شركات التأمين الصحي لا تغطي الاختبار، حسب التقارير.
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد علاج حالياً لمرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، ويلاحظ أخصائيو الرعاية الصحية الحديثون أن مشاكل اللغة والارتباك وتغيرات الحالة المزاجية وفقدان الحافز وإهمال الذات والمخاوف السلوكية كلها علامات محتملة مع تقدم الحالة، حيث تتدهور الوظائف الجسدية تدريجياً، مما يؤدي في النهاية إلى الموت، وعلى الرغم من اختلاف معدل التقدم، إلا أن متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح من ثلاث إلى تسع سنوات.
المصدر: سبوتنيك إنترناشونال