الاندفاعات الراديوية السريعة هي دفعات قصيرة للغاية من الإشعاع في الفضاء الخارجي، ولا تزال طبيعتها غير معروفة منذ اكتشافها في عام 2007، فالمئات منها يتم ملاحظتها في السماء وتومض في كل الاتجاهات يومياً، وتقع معظم مصادرها على مسافات بعيدة جداً عن الأرض، في مجرات تبعد عنا مليارات السنين الضوئية.
الانفجارات اللاسلكية السريعة
لا تدوم كل واحدة من هذه الومضات سوى أجزاء من الألف من الثانية، لكنها خلال هذا الوقت ترسل قدراً كبيراً من الطاقة يعادل ما تشع به الشمس يومياً.
درس فريق دولي من علماء الفيزياء الفلكية انفجاراً لاسلكياً سريعاً واكتشف أنه يأتي من المجرة الحلزونية M81، مما يجعلها أقرب نقطة منشأ لهذه الومضات الغامضة.
تم اكتشاف الانفجار اللاسلكي السريع هذا في عام 2020 وأطلق عليه اسم الانفجار اللاسلكي السريع 20200120E ، ويقال أن مصدره يقع في كتلة كروية من M81 على مسافة حوالي 6.5 سنة ضوئية من مركز الكتلة.
علماء الفيزياء الفلكية يؤكدون أن الانفجارات اللاسلكية السريعة مصدرها المجرة الحلزونيةM81
وأثار هذا الاكتشاف حيرة الباحثين، لأن العناقيد الكروية تتكون عادةً من نجوم قديمة جداً وذات كتلة منخفضة عادةً، ويتناقض هذا مع الافتراض المقبول عموماً بأن مصادر التوهجات الراديوية السريعة توجد عادة في الأحياء المزدحمة بالنجوم الشابة الضخمة، وفي مجموعات النجوم الفتية، غالباً ما تحدث الانفجارات النجمية، تاركة وراءها بقايا ممغنطة من النجوم تسمى النجوم المغناطيسية، أو النجوم النيوترونية، والتي غالباً ما ترتبط بالاندفاعات الراديوية السريعة.
وقالت الدراسة: "نقترح بدلاً من ذلك أن ينشأ الانفجار اللاسلكي السريع 20200120E من نجم نيوتروني ممغنط للغاية يكون إما من خلال الانهيار الناجم عن التراكم لقزم أبيض أو اندماج النجوم المدمجة في نظام ثنائي".
الأقزام البيضاء هي بقايا نجوم منخفضة الكتلة، ويمكن أن يحدث تحول اثنين من الأقزام البيضاء إلى نجم مغناطيسي غريب في ظل ظروف تجمّع كروي ضيق عندما يقترب اثنان من هذه الأجسام من بعضهما البعض قبل بدء التفاعل الثقالي الفعال مع انتقال الكتلة من قزم أبيض إلى قزم أبيض آخر، حيث يؤدي تراكم الكتلة إلى تحويل قزم أبيض إلى نجم نيوتروني فائق الكثافة مع مجال مغناطيسي قوي، مما يؤدي إلى اندفاعات راديوية سريعة.
ما هو مصدر إشارات الراديو الغامضة؟
كما لاحظ مؤلفو الدراسة أن "الثنائيات المدمجة تتشكل بكفاءة داخل عناقيد كروية، لذا فإن النموذج الذي يستدعيها يمكن أن يكون أيضاً مسؤولاً عن الدفقات المرصودة"، وأشارت الدراسات السابقة أيضاً إلى أن تأثير الثقب الأسود قد يكون له علاقة أيضاً، وقد يلقي هذا الاكتشاف الأخير الضوء على طبيعة انبعاثات الطاقة، التي لا تزال أسبابها مجهولة.
المصدر: سبوتنيك إنترناشونال