دراسة تفسر سبب كون أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر

دراسة تفسر سبب كون أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر دراسة تفسر سبب كون أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر

درس علماء من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة وجامعة سنغافورة الوطنية سبب كون أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر والأمراض العصبية التنكسية الأخرى في الفئران.

أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر

هدفت الدراسة إلى تحديد بعض الآليات الجزيئية في تكوين الذاكرة وتطور مرض الزهايمر بين الجنسين، فمن الموثق جيداً أن مرض الزهايمر يؤثر بشكل غير متناسب على النساء أكثر من الرجال، ولفترة طويلة اعتقد العلماء أن هذا يرجع إلى أن النساء في المتوسط ​​يعشن أطول من الرجال، لكن الدراسة التي اعتمدت على نماذج الفئران قدمت دليلاً على أن الأمر لم يكن كذلك.

كشفت التجارب المعملية للفريق أن إناث الفئران المصابة بطفرات مرتبطة بمرض الزهايمر كان لديها انخفاض أسرع في التقوية طويلة المدى مقارنة بالفئران الذكور المتحولة، التقوية طويلة المدى في الحُصين هي العملية التي يتم من خلالها زيادة القوة التشابكية بين الخلايا العصبية التي تشكل ذكريات طويلة المدى، مما يجعلها واحدة من الآليات الخلوية الرئيسية التي توجه كيفية تكوين الدماغ للذكريات وتعلم أشياء جديدة.

حفز العلماء عينات من أدمغة الفئران التي ظهرت عليها طفرات مرض الزهايمر باستخدام الكهرباء وسجلوا نشاط وموجات الدماغ الناتجة، وفي سلسلة من التجارب، أظهر العلماء أن تكوين الذاكرة من خلال التقوية طويلة المدى يميل إلى الانحلال بشكل أسرع في إناث الفئران التي يتم تربيتها لتكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بالذكور.

دراسة تفسر سبب كون أدمغة الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر

وقال مساعد قائد الدراسة، تشانغ توهين، من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة: "في النموذج، إذا بقيت التقوية طويلة المدى قوية على مدى فترة طويلة من الزمن، فهذا يشير إلى أن الذاكرة مستقرة، أما إذا تلاشت بمرور الوقت، فستفقد الذاكرة، والارتباط الذي رسمناه هنا هو أنه من خلال رؤية التحلل السريع في التقوية طويلة المدى، تتلف الذاكرة وتضعف، مثلما يحدث في مريض الزهايمر".

في إحدى التجارب، قام العلماء بتحفيز التقوية طويلة المدى في الفئران باستخدام التحفيز الكزاز القوي، وهو انفجار عالي التردد يحفز الخلايا العصبية في الدماغ، ووجدوا أن التقوية طويلة المدى الناجمة عن التحفيز الكزاز القوي استمرت لمدة 180 دقيقة في الذكور المعرضين لمرض الزهايمر، ولكن 95 دقيقة فقط في الإناث. وبالمثل، استمرت التقوية طويلة المدى الناجمة عن تحفيز انفجار ثيتا 90 دقيقة في ذكور الفئران، و 70 دقيقة لإناث الفئران.

وقال البروفيسور تشانغ: "الانخفاض الأسرع في التقوية طويلة المدى في إناث الفئران يضفي مصداقية على فكرة وجود فرق قوي بين الجنسين".

أظهر تحليل أقسام الدماغ أيضاً أن إناث الفئران المصابة بمرض الزهايمر قد زادت من علامات الالتهاب، وهو ما قد يفسر سبب حدوث تدهور أكبر في التقوية طويلة المدى في إناث الفئران، وفي الواقع، اعتبر الباحثون أن أدمغة إناث الفئران المصابة بالطفرة الجينية لمرض ألزهايمر أقل مرونة في التكيف مع المعلومات الجديدة وتشكيل ذكريات جديدة.

الإناث المصابات بمرض الزهايمر

وقال الدكتور شيجا نافاكودا، الباحث البارز في جامعة سنغافورة الوطنية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "أظهرت نتائجنا أن الاستجابة الالتهابية الأقوى، إلى جانب اللدونة الضعيفة في حصين الإناث المصابات بمرض الزهايمر، يمكن أن تفسر سبب انخفاض الذاكرة بشكل أسرع في إناث الزهايمر مقارنة بالذكور".

"إن دراسة مرض الزهايمر في الفئران المعدلة وراثياً مفيدة لأنها تمثل جوانب مختلفة من المرض، وهذا صحيح بشكل خاص عند فحص المسارات الخلوية والجزيئية في الدماغ المتشابه لدى البشر والفئران".

المصدر: لاب أونلاين