الإجهاد طويل الأمد يضر بمراكز الحركة في الدماغ

علوم

الإجهاد طويل الأمد يضر بمراكز الحركة في الدماغ

9 آذار 2022 15:01

غالباً ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن شذوذاً في مهاراتهم الحركية، مثل ضعف التحكم الحركي الدقيق، ومع ذلك، لم تتم دراسة كيفية حدوث هذه الأعراض حتى الآن، ويوضح البروفيسور الدكتور فالنتين شتاين من معهد علم وظائف الأعضاء الثاني بجامعة بون: "لقد بحثنا في هذا السؤال في دراستنا".

علاقة الإجهاد بضعف المهارات الحركية

استخدم الباحثون الفئران كحيوانات تجريبية، تعرض بعضها لموقف مرهق لبضعة أيام، وفي غضون ذلك، استخدموا طريقة مجهرية خاصة لالتقاط صور لأدمغة الفئران، وركزوا على أجزاء من القشرة الدماغية المسؤولة عن التحكم الحركي وتعلم حركات جديدة.

وتقول الدكتورة آن كاثرين جيلنر، طبيبة في قسم الطب النفسي والعلاج النفسي في مستشفى جامعة بون: "من خلال طريقتنا، من الممكن ملاحظة نفس الخلية العصبية في نقاط زمنية مختلفة، لذلك يمكننا أن نرى ما إذا كان وكيف يتغير نتيجة الإجهاد".

- الفئران المجهدة تفقد نقاط الاشتباك العصبي:

في الواقع، صادف الباحثون ميزة بارزة: بعد الموقف المليء بالضغوط، فقدت الخلايا العصبية المدروسة بعض نقاط الاشتباك العصبي، وهي نقاط الاتصال بالخلايا العصبية الأخرى، وأثناء عمليات التعلم، عادة ما يتم تكوين نقاط الاشتباك العصبي الجديدة أو تقوية المشابك الموجودة، وبدلاً من ذلك، فقدت القوارض المجهدة ما يصل إلى 15 بالمائة من اتصالاتها.

وفي الوقت نفسه، طورت الحيوانات عجزاً في التعلم الحركي، وعلى سبيل المثال، كان عليهم محاولة الإمساك بحبيبة طعام بكف واحد ونقلها إلى أفواههم، أما في البرية، تستخدم الفئران كلا الكفوف للقيام بذلك، لذلك كان عليهم إعادة تعلم هذه المهارة، وحققت المجموعة الضابطة غير المجهدة نسبة نجاح بلغت 30 في المائة بعد خمسة أيام، ومع ذلك، لم تتمكن القوارض المجهدة من تناول الطعام إلا في كل واحدة من عشر محاولات.

تختلف الفئران في حساسيتها للتوتر، فبعضهم بالكاد يصابون بأي تشوهات بعد أيام قليلة من الإجهاد، هؤلاء يعتبرون مرنين، والمثير للدهشة أن هذه الحيوانات القوية واجهت صعوبات مماثلة مثل أقرانها الأكثر حساسية في تعلم الإمساك بيد واحدة، ويأمل البروفيسور فالنتين شتاين: "من الممكن أن تكون الاختبارات الحركية مناسبة جداً للكشف عن الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد مثل الاكتئاب قبل ظهور الأعراض الأخرى".

- حتى الحيوانات المرنة ليست محصنة:

علاوة على ذلك، حتى في الحيوانات المرنة، انخفض عدد نقاط الاشتباك العصبي بعد الإجهاد، وعلى عكس أقرانهم الذين يعانون من الإجهاد، تعافت الخلايا العصبية المصابة: فبعد أسبوع ونصف، كان عدد نقاط الاشتباك العصبي مشابهاً مرة أخرى لما قبل حدث الإجهاد وقابل للمقارنة مع ذلك في الحيوانات غير المجهدة.

ويقول شتاين: "ومع ذلك، قد يكون من الجيد أن الإجهاد النفسي يترك أيضاً آثاراً دائمة عليهم إذا كان طويلاً جداً أو متكرراً جداً".

يمتلك الباحثون أيضاً أدلة على سبب فقدان نقاط الاشتباك العصبي: تم تنشيط بعض الخلايا المناعية، وهي الخلايا الدبقية الصغيرة، في أدمغة القوارض، وهي تنتمي إلى ما يسمى بالبلعمات ويمكنها، على سبيل المثال، هضم مسببات الأمراض أو الخلايا المعيبة، ومن الممكن أن يتم "تشغيلها" عن طريق الضغط ثم مهاجمة مواقع الاتصال.

قامت مجموعة البحث أيضاً بفحص السائل الذي يتحرك حول الدماغ والحبل الشوكي، ووجدوا بروتينات معينة يمكن اكتشافها عادة هناك في الأمراض التنكسية العصبية مثل باركنسون أو الزهايمر، ويقول الدكتور جيلنر: "لذلك نعتقد أن الأمراض النفسية المرتبطة بالإجهاد مثل الاكتئاب مرتبطة أيضاً بتدهور الخلايا العصبية، وبناءً على ذلك، فإن الإجهاد طويل الأمد، الذي يتعرض له الأطفال بشكل متزايد، يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للدماغ".

المصدر: Science Daily