قد يبدو الأمر وكأن الأرض وحدها في بعض الأحيان، لكن العكس هو الصحيح، فهناك ما يزيد عن مليارات من الكواكب التي تسمي الكون موطنها، وهذا الرقم لا يشمل حتى كل الكواكب المارقة الخالية من النجوم.
علماء الفلك يفترضون وجود كوكب شبيه بالأرض
بالطبع، من المحتمل أن تكون مجموعة مغلفة بمواد كيميائية مشعة، مصنوعة من غاز نقي أو معرضة لمحيطات الصهارة الحارقة، ولكن مع ذلك، من المتوقع أن يدور ما يقرب من 300 مليون كوكب حول النجوم الشبيهة بالشمس، وتقع في المنطقة الصالحة للسكن في نظامهم، وقد تكون أي منها صخرية، وحتى تشبه الأرض، وأرض أخرى قد تعني شكل حياة آخر.
إذا كنا محظوظين، فقد يعيش أحد هؤلاء المتنافسين على الأرض على بعد أربع سنوات ضوئية فقط، في نظامنا المجاور ذي الثلاث نجوم، "ألفا سينتوري"، وتمسكاً بهذا الأمل، نشر العلماء ورقة بحثية يوم الخميس في مجلة الفيزياء الفلكية ترسم صورة رائعة لما قد يبدو عليه مثل هذا العالم البديل، هذا إذا كان موجوداً حقاً، فهذا ما سيكون عليه الكوكب التوأم:
يطلق عليه الفريق اسم "آسين إيرث".
استناداً إلى بيانات ما نعرفه عن نظام ألفا سينتوري، استخدم الباحثون نماذج عددية لإنشاء وقياس كوكب افتراضي صخري بحجم الأرض في المنطقة الصالحة للسكن في النظام، هذه المنطقة هي في الأساس البقعة في النظام النجمي التي من المرجح أن تمتلك الماء ولديها ظروف الحياة "المناسبة تماماً"، ولهذا السبب، تعتبر "المنطقة المعتدلة" بشكل مناسب، ليست حارة جداً ولا باردة جداً.
هل قد يكون آسين إيرث موجود حقاً؟
اللافت للنظر أن نماذجهم اقترحت أن آسين إيرث ستكون مشابهة جداً لكوكبنا، حيث سيكون لها غطاء، أو طبقة وسطى، تهيمن عليها السيليكات، وطبقة داخلية مع قدرة تخزين المياه مثل الأرض، ومع ذلك، قد تكون الأرض "الأخرى" أكثر لمعاناً بقليل: حيث تقول الدراسة أن طناً من الغرافيت والألماس قد يكون معلقاً في عباءته جنباً إلى جنب مع الصخور العادية.
ولكن الأكثر إثارة للدهشة، وربما الأكثر تفاؤلاً، هو أن محاكاة الأرض بدت وكأنها تظهر غلاف جوي مبكر يشبه الغلاف الجوي للأرض خلال العصر الأركي، منذ حوالي 4 مليارات إلى 2.5 مليار سنة، وذلك عندما ظهرت الحياة لأول مرة على كوكبنا على شكل ميكروبات.
وعلى الجانب الآخر، وعلى الرغم من ذلك، فإن آسين إيرث ستختلف عن الأرض العادية، كما تقول الدراسة، لأنه من المحتمل أن يكون لها قلب حديدي أكبر قليلاً من قلبنا وسطح لا يلتزم بنظرية الصفائح التكتونية، وتقترح هذه الفكرة أن سطح الأرض مصنوع من قطع متحركة تحدد كيفية ترتيب القارات والمحيطات.
تقدم الدراسة الجديدة للفريق أكثر بكثير من مجرد نظرة خاطفة على الأرض رقم 2، إنها بمثابة نقطة انطلاق، مادياً ومجازياً، لاستكشاف الكواكب الخارجية في المستقبل، فلا تمهد هذه النماذج الطريق فقط لفهم الروابط بين النجوم والكواكب في اكتشاف قابلية السكن، ولكنها أيضاً تعمل بمثابة تذكير في الوقت المناسب بوجود العديد من العوالم، فقط في انتظارنا للعثور عليها.
في الآونة الأخيرة، تم تسخين هذه الفكرة مع البحث في الأشرعة الفضائية فائقة السرعة التي تعد بنقلنا إلى أنظمة نجمية أخرى بسرعة 20٪ من سرعة الضوء، وبذلك سنتمكن من الوصول إلى ألفا سينتوري في غضون 20 عاماً فقط باستخدام الأجهزة، والإطلاق الرائد لتلسكوب جيمس ويب الفضائي.
وعلى الرغم من أن تلسكوب جيمس ويب لديه العديد من المهمات الفيزيائية الفلكية، إلا أن المهمة الرئيسية تهدف إلى البحث عن أغلفة جوية للكواكب الخارجية الصالحة للسكن بالقرب من النجوم الشبيهة بالشمس، وربما، في يوم من الأيام، سيجد الأرض الثانية الحقيقية.
المصدر: C Net