من التحديات التي تواجه العالم وهو يحارب أزمة المناخ كيفية إزالة التلوث من الهواء وتخزينه بحيث يكون غير ضار، واليوم ، سننظر في الوعود والتحديات المتمثلة في "التقاط الكربون".
غاز ثاني أكسيد الكربون
ليس سراً أن العالم يكافح للتعامل مع "أزمة المناخ"، حيث تسبب الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري على مدى 150 عاماً الماضية في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وسيستمر هذا النمط ويزداد سوءًا ما لم نوقف التلوث بسرعة كبيرة جداً.
وحتى لو أنهينا استخدام الوقود الأحفوري، فلا يزال هناك الكثير من الغازات الملوثة التي تسمى "ثاني أكسيد الكربون" في غلافنا الجوي، وتوضح التقارير الأخيرة للعلماء أنه يجب إزالة ثاني أكسيد الكربون هذا من الغلاف الجوي وتخزينه.
العلماء يؤكدون ضرورة إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء
تقوم النباتات والأشجار بذلك بشكل طبيعي، ولكن هناك الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لدرجة أن زراعة الأشجار وحماية الغابات لن تقترب من حل المشكلة، وهذا يعني أن البشر بحاجة إلى ابتكار طرق لإزالة الكربون من الهواء وتخزينه، وهذا ما يسمى بالتقاط الهواء المباشر.
يمثل علم إزالة الكربون من الهواء تحدياً كبيراً، ولا يزال جديداً إلى حد ما، ولكن يوجد بالفعل حوالي 18 مصنع عامل لإزالة الكربون حول العالم، كما يخزن البعض ثاني أكسيد الكربون الذي يزيلونه، ويحوله آخرون إلى منتجات أخرى، بما في ذلك الوقود، وحتى الآن، على الرغم من ذلك، لا يمكنهم إزالة الكثير من الكربون.
في أيلول الماضي، تم افتتاح أكبر مصنع لاحتجاز الكربون في العالم في أيسلندا، ويُطلق على المشروع اسم "أوركا"، وتديره شركة كلايمووركس، التي تعمل على التقاط ثاني أكسيد الكربون، وشركة كاربفيكس، التي تتولى تخزين الكربون في الصخور في أعماق الأرض، ويمكن للمصنع إزالة ما يصل إلى 4000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
على الرغم من أن مصنع أوركا يمثل تقدماً كبيراً، إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، ويقول الخبراء أنه بحلول عام 2030، يجب أن نكون قادرين على إزالة 85 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وسيستغرق الأمر 1000 مصنع مثل أوركا على مدى 20 عاماً لإزالة هذا القدر، ويجري التخطيط لإنشاء مصانع يمكنها إزالة المزيد من ثاني أكسيد الكربون، لكن بناءها سيستغرق وقتاً طويلاً.
حتى وقت قريب، كان العلماء الذين يعملون على التقاط الكربون يجدون صعوبة في العثور على دعم لأبحاثهم، أما الآن، وبسبب الأزمة، هناك العديد من العلماء الذين يعملون على حل المشكلة، والعديد من الشركات على استعداد لدفع ثمنها، حيث وعدت الحكومات في جميع أنحاء العالم بنحو 4 مليارات دولار لتطوير أساليب ومصانع احتجاز الكربون.
إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء
ليس الجميع متحمسون لإزالة الكربون، حيث يشعر بعض الأشخاص بالقلق من عدم وجود وقت كافٍ لتطوير تقنية التقاط الكربون من الهواء لتصبح قوية بما يكفي لإحداث فرق كبير، ويشعر آخرون بالقلق من أن التركيز على إزالة الكربون يمكن أن يصرف الانتباه عن الإجراءات المناخية الأكثر أهمية، مثل التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
من المؤكد أن العالم بحاجة إلى خفض استخدام الوقود الأحفوري، لكن الخبراء يقولون أن العالم يحتاج أيضاً إلى سحب الكربون من الهواء، والحيلة ستتمثل في قيام الحكومات والشركات بالأمرين معاً.
المصدر: News For Kids